شباب يغذّون قاموس الكلمات البذيئة بشتائم من العيار الثقيل
الصياد نيوز
ويتفق كثيرون أن هناك التباسا كبيرا، فلم يعد المرء يميز فيما إذا كان الشخص الذي يتلفظ بالشتيمة للآخرين يريد بها "المذمّة أم التحية"، ويؤكد على ذلك الطالب الجامعي حسن خلايلة حيث يقول "كنت مارا في أحد الشوارع فإذا بشخص يقود سيارته الخاصة ويمدّ رأسه من الشباك ثم أخذ ينهال بالشتائم على أحد المارة فالتفت عدد من الأشخاص وبدؤوا يتابعون المشهد ثم ما لبث السائق أن ترجّل من السيارة واقترب من الشخص (المشتوم) وصافحا بعضهما".
وفي حين تمتنع فتيات من البوح عن كونهن يتلفظن بالشتائم البذيئة أم لا، تقول فرح الطالبة في إحدى المدارس الخاصة "رأيت فتاة قذفت صديقتها بكلمة بذيئة، غير أن البنت المشتومة لم تبد أي انزعاج على الرغم من أن الموقف كان أمام الجميع، حيث ردّت عليها بمثلها وأخذتا تضحكان".
ولا تنكر فرح أنها قد تلجأ أحيانا للتفوّه بكلمات بذيئة غير أنها تكون "على سبيل المزاح بيني وبين صديقاتي أو قريباتي فيما بيننا وليس بمكان عام".
الخمسينية أم محمد تمقُتُ تراشق الشباب بالشتائم، لا سيما تلك التي تطال الأعراض، حيث تعدها "خطا أحمر".
ويشير الأربعيني أبو محمود إلى أن الأطفال أيضا غير معفيين من هذه العادة السيئة، حيث يسمعهم وهو يمشي في الحي وهم يتلاسنون فيما بينهم بألفاظ بذيئة، وشتائم من العيار الثقيل، لتنطلق ضحكاتهم ويتباروا في التفوّه بأقذرها.
"الألفاظ البذيئة المتداولة بين الشباب عبارة عن جزء من التغيرات التي صاحبت الأردني الريفي المتجانس وتحوله إلى مدني غير متجانس"، وفق اختصاصي علم الاجتماع في جامعة مؤتة د. حسين محادين الذي يشدد على تدني الكثافة الأخلاقية في علاقات الناس، حيث باتت أقل منزلة مما كانت عليه في السابق، لا سيما أن هناك أفرادا بالفعل أصبحوا يتطاولون على عفّة وخصوصية الآخرين، ويعملون على نهش أعراض الناس.
ويؤكد محادين أن الصداقة لا تعني نهش العِرض والسماح بتجاوز الكثير من السلوكيات والعلاقات الحميمية في العائلة والحدود الأخلاقية.
من جهته يقول اختصاصي علم النفس د. محمد حباشنة "الشتم بشكل عام صفة مذمومة؛ لأنه يأخذ صفة غير أخلاقية، وغالبا ما يكون لا يحمل المضمون القيمي السلبي بنظر الشباب إنما يعتبرونه شكلا من أشكال العلاقة الحميمة أو رفع الكلفة بينهم".
والغريب أن هناك كلمات وصفات لم يكن الشخص يسمعها إلا من الأفراد غير المسؤولين، الذين يحملون صفة عامة سيئة، غير أنه في الوقت الحالي بات الأمر عاديا ويسمع من الجميع ومن الكبار والصغار والمثقف وغير المثقف والمتعلم وغير المتعلم.
ويُرجع حباشنة هذا السلوك إلى "الأسرة لما لها من دور كبير في انتشار هذه الظاهرة السيئة بين الأبناء وسماعهم لبعض الألفاظ البذيئة بدون تحريك ساكن".
وترجع اختصاصية التربية رولا أبو بكر إطلاق الشتائم البذيئة وتداولها بين الشباب إلى التنشئة الأسرية، حيث تقول "إن الكثير من الأطفال ينشأون خطأ؛ فهناك عائلات تعمل على تعليم أطفالها كلاما بذيئا وذلك من خلال المزاح والضحك، مشجعين فيهم مبدأ الغلط على الآخر".
وتوضح أن هذا التصرف السيئ يستقر عند الطفل ويكبر معه، إلى أن يصبح شخصا في عمر التمييز، وبعد أن اعتاد على الحديث البذيء وكان يُصفق له، يطلب منه ذووه أن يكف عن هذا التصرف السيئ، ويعاقب، فلا يعرف الفرد ما السلوك الصحيح وما تربّى عليه في الصغر، إذ يبقى محفوظا في ذاكرته وسهلا على لسانه.
وتنصح أبو بكر بالابتعاد عن البيئة السيئة للأطفال، وأن يكون المعلم الأول في عمر الطفولة وهم الأم والأب والأقارب كالجدّين مثلا "قدوة للطفل".
ويتفق حباشنة مع أبو بكر بضرورة تنشئة الطفل على الكلام والعبارات المهذّبة واللطيفة، وإبعاده عن البيئة التي من الممكن أن يسمع فيها هذه الألفاظ.
في الوقت الذي تعمَد فيه الفضائيات لا سيّما في برامج "الكاميرا الخفية" مراعاة للآداب العامة، إلى استبدال الكلمات البذيئة والشتائم، بصوت "طوط"، يقوم شباب بإطلاق شتائم مبتذلة فيما بينهم وعلى الهواء مباشرة وأمام مرأى ومسمع الآخرين.
فثقافة الكلمات غير اللائقة أو بالأحرى "ما يمسّ العِرض"،
أصبحت "جزءا لا يتجزّأ من قاموس الحديث اليومي لبعض الشباب من كلا الجنسين، إذ لا يمكن حصر قاموس الكلمات البذيئة التي أخذ يستخدمها الشباب فيما بينهم كنوع من اللغة اليومية التي تدل على عمق الصداقة فيما بينهم.فثقافة الكلمات غير اللائقة أو بالأحرى "ما يمسّ العِرض"،
ويتفق كثيرون أن هناك التباسا كبيرا، فلم يعد المرء يميز فيما إذا كان الشخص الذي يتلفظ بالشتيمة للآخرين يريد بها "المذمّة أم التحية"، ويؤكد على ذلك الطالب الجامعي حسن خلايلة حيث يقول "كنت مارا في أحد الشوارع فإذا بشخص يقود سيارته الخاصة ويمدّ رأسه من الشباك ثم أخذ ينهال بالشتائم على أحد المارة فالتفت عدد من الأشخاص وبدؤوا يتابعون المشهد ثم ما لبث السائق أن ترجّل من السيارة واقترب من الشخص (المشتوم) وصافحا بعضهما".
وفي حين تمتنع فتيات من البوح عن كونهن يتلفظن بالشتائم البذيئة أم لا، تقول فرح الطالبة في إحدى المدارس الخاصة "رأيت فتاة قذفت صديقتها بكلمة بذيئة، غير أن البنت المشتومة لم تبد أي انزعاج على الرغم من أن الموقف كان أمام الجميع، حيث ردّت عليها بمثلها وأخذتا تضحكان".
ولا تنكر فرح أنها قد تلجأ أحيانا للتفوّه بكلمات بذيئة غير أنها تكون "على سبيل المزاح بيني وبين صديقاتي أو قريباتي فيما بيننا وليس بمكان عام".
الخمسينية أم محمد تمقُتُ تراشق الشباب بالشتائم، لا سيما تلك التي تطال الأعراض، حيث تعدها "خطا أحمر".
ويشير الأربعيني أبو محمود إلى أن الأطفال أيضا غير معفيين من هذه العادة السيئة، حيث يسمعهم وهو يمشي في الحي وهم يتلاسنون فيما بينهم بألفاظ بذيئة، وشتائم من العيار الثقيل، لتنطلق ضحكاتهم ويتباروا في التفوّه بأقذرها.
"الألفاظ البذيئة المتداولة بين الشباب عبارة عن جزء من التغيرات التي صاحبت الأردني الريفي المتجانس وتحوله إلى مدني غير متجانس"، وفق اختصاصي علم الاجتماع في جامعة مؤتة د. حسين محادين الذي يشدد على تدني الكثافة الأخلاقية في علاقات الناس، حيث باتت أقل منزلة مما كانت عليه في السابق، لا سيما أن هناك أفرادا بالفعل أصبحوا يتطاولون على عفّة وخصوصية الآخرين، ويعملون على نهش أعراض الناس.
ويؤكد محادين أن الصداقة لا تعني نهش العِرض والسماح بتجاوز الكثير من السلوكيات والعلاقات الحميمية في العائلة والحدود الأخلاقية.
من جهته يقول اختصاصي علم النفس د. محمد حباشنة "الشتم بشكل عام صفة مذمومة؛ لأنه يأخذ صفة غير أخلاقية، وغالبا ما يكون لا يحمل المضمون القيمي السلبي بنظر الشباب إنما يعتبرونه شكلا من أشكال العلاقة الحميمة أو رفع الكلفة بينهم".
والغريب أن هناك كلمات وصفات لم يكن الشخص يسمعها إلا من الأفراد غير المسؤولين، الذين يحملون صفة عامة سيئة، غير أنه في الوقت الحالي بات الأمر عاديا ويسمع من الجميع ومن الكبار والصغار والمثقف وغير المثقف والمتعلم وغير المتعلم.
ويُرجع حباشنة هذا السلوك إلى "الأسرة لما لها من دور كبير في انتشار هذه الظاهرة السيئة بين الأبناء وسماعهم لبعض الألفاظ البذيئة بدون تحريك ساكن".
وترجع اختصاصية التربية رولا أبو بكر إطلاق الشتائم البذيئة وتداولها بين الشباب إلى التنشئة الأسرية، حيث تقول "إن الكثير من الأطفال ينشأون خطأ؛ فهناك عائلات تعمل على تعليم أطفالها كلاما بذيئا وذلك من خلال المزاح والضحك، مشجعين فيهم مبدأ الغلط على الآخر".
وتوضح أن هذا التصرف السيئ يستقر عند الطفل ويكبر معه، إلى أن يصبح شخصا في عمر التمييز، وبعد أن اعتاد على الحديث البذيء وكان يُصفق له، يطلب منه ذووه أن يكف عن هذا التصرف السيئ، ويعاقب، فلا يعرف الفرد ما السلوك الصحيح وما تربّى عليه في الصغر، إذ يبقى محفوظا في ذاكرته وسهلا على لسانه.
وتنصح أبو بكر بالابتعاد عن البيئة السيئة للأطفال، وأن يكون المعلم الأول في عمر الطفولة وهم الأم والأب والأقارب كالجدّين مثلا "قدوة للطفل".
ويتفق حباشنة مع أبو بكر بضرورة تنشئة الطفل على الكلام والعبارات المهذّبة واللطيفة، وإبعاده عن البيئة التي من الممكن أن يسمع فيها هذه الألفاظ.
0 التعليقات
Write Down Your Responses