ملف العدوى والتعقيم الطبي في المستشفيات الحكومية

 
* »
 الصياد نيوز - ضبط العدوى ... مصطلح قفز الى الاذهان بعد قضية انتشار فيروس او بكتيريا تسبب في اصابة عدد من كوادر مستشفى الزرقاء الحكومي بمرض التهاب الرئة.

حيث بدا المستشفى شاحب الوجه و هو يصارع مرضا غريبا أدى إلى شلل تام في جميع مرافقه تسبب في إحجام من قبل المراجعين و المرضى عن مراجعته , وغدا المستشفى المعروف شعبيا بـ «الحاووز» في نظر العديد من المواطنين و الممرضين و الأطباء في غرفة الإنعاش , بعد أن نال منه فيروس غريب , أودى بحياة ممرضة و أصاب عددا آخر من العاملين و الأطباء فيه.

ووفق اخصائيين ،فان مصطلح ضبط العدوى يعني الاجراءات العلمية السليمة للوقاية من عدوى المستشفيات وانتشار الامراض فيها وهي العدوى المصاحبة لمقدمي الخدمة الصحية او لمن يقوم على هذه الخدمة في ذات الوقت وهي تدابير تنتمي الى علم الامراض.

وتكافح ضبط العدوى بحسب الاخصائيين انتقال المرض او انتشاره من (سواءً من مريض إلى مريضٍ آخرٍ، أو من المرضى لطاقم العمل بالمستشفيات، أو العكس من طاقم العمل إلى المرضى، أو فيما بين أعضاء طاقم العمل نفسه).

والعدوى في أبسط تعريفاتها تعني انتقال المرض من إنسان إلى آخر عن طريق انتقال الجرثوم أو الكائن المسبب للمرض من شخص إلى آخر، لكن هذا التعريف يبدو ناقصا إذا علمنا أن المرض لا يتسبب بمجرد انتقال الجرثوم المسبب له من شخص إلى آخر، بل يجب على هذا الجرثوم أن يخترق دفاعات الجسم الطبيعية والحواجز التي خُلقت لصد مثل هذا الغزو، و التي تتمثل– علي سبيل المثال – في الجلد والأغشية المخاطية وغيرها .. ثم إن الجرثوم المسبب للمرض لا بد و أن يصل الجسم بجرعة معينة، حتي يكون قادرًا علي إحداث المرض، وهو ما يعرف بالجرعة الممرضة الدنيا.



* عدوى المستشفيات



رئـيس شعبـة ضبط العدوى في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عــلي بنـــي عيــسى قال إن الإصابة بأمراض مصاحبة للرعاية الصحية مشكلة يعاني منها الكثيرون في جميع أنحاء العالم، وهذه الأمراض هي التي تتم الإصابة بها أثناء القيام بأنشطة الرعاية الصحية أو ترتبط بها وذلك مقارنة بتلك الأمراض الكامنة فعلاً عند القيام بتلك الأنشطة، وتعتبر تلك الأمراض التي تنشأ أو تتم الإصابة بها داخل المستشفيات من أهم أسباب الوفاة كما أنها تتسبب في ارتفاع حدة الإصابة ببعض الأمراض لدى المرضى الذين يتلقون خدمات الرعاية الصحية.

وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدوى المستشفيات تعتبر إحدى أهم أسباب الوفاة أو العجز في مختلف دول العالم .

ويترتب على الأمراض التي تأتي كمضاعفات لأنشطة الرعاية الصحية إهداراً لموارد الرعاية الصحية وزيادة التكلفة حيث يرتبط ذلك بزيادة تعاطى الأدوية وإجراء الدراسات المعملية وتوفير المؤن للمرضى وإطالة فترة البقاء بالمستشفيات الأمر الذي قد يؤثر سلبا على حياة المريض المصاب بتلك الأمراض حتى بعد الخضوع للعلاج.

ومن العوامل التي ساعدت على انتشار تلك الأمراض في المنشآت الصحية ومن ثم التعرف عليها التقدم التكنولوجي وزيادة اللجوء للأساليب الجراحية وزيادة أعداد المرضى المصابين بضعف أجهزتهم المناعية سواء كان ذلك نتيجة الإصابة ببعض الأمراض أو غير ذلك وكذلك زيادة أعداد المرضى كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، فضلاً عما سبق فإن زيادة استخدام المضادات الحيوية وخاصة الاستخدام المفرط أو غير الصحيح لها قد أدى إلى زيادة أعداد الميكروبات المقاومة لهذه المضادات، وهناك أسباب تؤدي إلى الإصابة بالسلالات المقاومة للعلاج من هذه الميكروبات منها عدم الاهتمام بمبادئ الصحة العامة، والازدحام الشديد، وعدم وجود برنامج فعال للتحكم في انتشار العدوى، وعدم تدريب القائمين على الرعاية الصحية وتوعيتهم بوسائل مكافحة العدوى.

غرف عزل

واكدت كوادر طبية وتمريضية عاملة في بعض مستشفيات وزارة الصحة أن ضبط العدوى في المستشفيات يجري تطبيقه بروتوكوليا من قبل المستشفيات لغايات الحصول على الاعتمادية ، هذا ما يستدعي تطبيق ضبط العدوى في كل المستشفيات من خلال لجان متخصصة توفر لها الإمكانات اللازمة .

وبينت أن غالبية المستشفيات لا تتوفر فيها البنية التحتية من مختبرات قادرة على تشخيص الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية من خلال زراعة الدم بالإضافة الى ضرورة توفر أجهزة قادرة على مساعدة قسم الزراعة ليقوم بواجبه مع توفر كادر مدرب على اكتشاف البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ، مؤكدين أن مختبرات وزارة الصحة غير قادرة على اكتشاف هذا النوع من البكتيريا مما يؤدي الى انتشار هذا النوع من البكتيريا داخل المستشفيات و أن علاج الأمراض الناجمة عن هذه البكتيريا مكلف جدا .

وطالبوا بتوفير غرف عزل كافية داخل المستشفيات مجهزة حسب البروتوكولات العلمية العالمية ، مشيرين أن هذه الغرف في أحسن حالاتها لا تتجاوز تكلفة إنشائها بضعة آلاف من الدنانير يجب توفرها لمعالجة كثير من الحالات الواجب عزلها مثل مرضى السل والتهاب الكبد والحصبة وغيرها من الأمراض التي تستدعي طبيعتها العزل الجزئي أو العزل الكامل ، مشيرين الى انه في حالة وقوع بعض إصابات الجدري المائي سيعاني كافة العاملين في المستشفى من تداعيات هذا المرض وان عدم تفعيل ضبط العدوى في المستشفيات يؤدي الى إهدار مبالغ مالية كبيرة لمعالجة حالات عدوى المستشفيات للعاملين والمرضى والزائرين .

كما بينت هذه الكوادر انه يجب توفير ما يلزم المستشفيات من أدوات ضبط العدوى من مواد كحولية وأوراق التنشيف ووسائل الوقاية الشخصية من كمامات وقفازات وقاونات إضافة الى ضرورة توفر غرفة عزل تحت الضغط السلبي في كل مستشفى مركزي على الأقل وان هذا النوع من غرف العزل يكاد لا يكون متوفر في غالبية مستشفيات وزارة الصحة . إضافة الى ضرورة توفر مكاتب خاصة بفرق ضبط العدوى في المستشفيات و تدريب كافة الكوادر الطبية على جميع الإجراءات الموجودة في بروتوكولات للحد من انتقال الأمراض داخل المستشفيات عن طريق غسل اليدين بشكل مستمر وجيد واستخدام المواد المعقمة الكحولية ووسائل الوقاية الشخصية غير المتوفرة في معظم الأوقات على أن يصاحب ذلك تقييم دوري لمؤشرات ضبط العدوى في كل قسم من أقسام المستشفى الواحد وضرورة عقد دورات وورش عمل ومحاضرات توعوية لكل العاملين في المستشفى من كوادر طبية وتمريضية وإدارية وعمال خدمات لان إجراءات ضبط العدوى تعني كل العاملين في المستشفيات بغض النظر عن طبيعة الخدمة التي يقدمها هؤلاء للمرضى وضرورة تطبيق معايير وسياسات ضبط العدوى بشكل سليم لتوفير معاناة إصابة المجتمع بجوائح صحية تهدد صحة المجتمع و تكلف الخزينة العامة للدولة مبالغ مالية ضخمة كان من الممكن استثمارها في جوانب تطوير الخدمات الصحية بشكل أفضل .

وبينت بعض هذه الكوادر أن غالبية المستشفيات بحاجة لدعم برامجها لغايات مؤشرات الجودة لضبط العدوى الناجمة عن الالتهابات الجراحية والقسطرة البولية والقسطرة الوريدية وأجهزة الإنعاش والجروح السطحية بمختلف أنواعها .

وأجمعت هذه الكوادر انه باستخدام الوسائل الأولية لضبط العدوى حال توفرها بكميات كافية للمستشفيات من الممكن خفض العدوى الى حوالي (90%) دون تكاليف كبيرة .

شركات خدمات قاصرة

الكوادر الصحية في المستشفيات اقرت معاناتها مع شركات الخدمات التي تتعامل مع المستشفيات والتي يصر بعضها على تقديم اسوأ أنواع مستلزمات التنظيف إضافة الى معاناتها مع العاملين في هذه الشركات الذين غالبيتهم غير مؤهلين بشكل صحيح وغير مدركين لطبيعة الأعمال التي يقومون بها وما لها من مخاطر على صحتهم .

وطالبت بضرورة التشديد في آلية التخلص من النفايات الطبية داخل الأقسام قبل نقلها الى الحاويات الكبيرة والتعامل معها بحذر شديد لان عدم الانتباه الجيد خلال التعامل مع هذه النفايات قد يؤدي الى مضاعفات صحية خطيرة .

فرز النفايات الطبية

ومن المعايير الأساسية أيضا فرز النفايات الطبية مثلا النفايات الطبية (التي تم التعامل بها مع المريض توضع في الكيس الأصفر وغرف العزل يوضع بها كيس احمر والنفايات المنزلية في الكيس الأسود أو الأبيض وهناك أيضا ما يعرف بالصناديق الآمنة (safety box) لحفظ الإبر والمشارط التي تم التعامل بها مع المريض والتي تحمي الكادر الطبي وعمال النظافة من الوخز بالإبر والتي قد تكون لمرضى مصابين بأمراض معدية مثل الايدز أو التهاب الكبد الوبائي.

ضبط العدوى

وزارة الصحة قامت باعداد دليل اجراءات وسياسات لضبط العدوى في المستشفيات لمعالجة النقص بهذه الاجراءات وتجميعها في وثيقة موحدة .

الهدف من اعداده هو ايجاد دليل يهدف الى الحد من انتشار عدوى المستشفيات عبر التركيز على الصحة المهنية وسلامة الكوادر الصحية ورفع سوية المعرفة لديهم.

وقال مدير الرعاية الصحية الاولية بالوزارة الدكتور بسام الحجاوي ان اجراءات ضبط العدوى تطبق بشكل إلزامي في جميع مستشفيات الوزارة.

ورغم توفير الوزارة لمختلف مستلزمات ضبط العدوى ووسائل الوقاية الشخصية لكوادرها العاملة في المستشفيات والمراكز الصحية الا ان عددا من تلك الكوادر غير ملتزم باستخدامها. واكد عدد من الاخصائيين أن التحدي الاكبر يتمثل في صعوبة تغيير سلوكيات الكوادر الصحية وما يتطلبه ذلك من وقت وتدريب باخضاع الكوادر لبرنامج تدريبي متخصص في هذا المجال. والدليل يبرز أهمية برامج مكافحة العدوى في المستشفيات والمراكز الصحية وطرق انتقال العدوى المكتسبة داخل المنشآت الصحية والمفاهيم الخاطئة بشأنها واساليب الوقاية من الاصابة بالعدوى.

ويحدد الدليل المهام الوظيفية لبرنامج ضبط العدوى داخل المنشآت الصحية وطرق نظافة اليدين والبيئة وتنظيف وتطهير وتعقيم المعدات الطبية وادوات رعاية المرضى والاساليب المانعة للتلوث المتبعة عند التدخلات الطبية اضافة الى احتياطات العزل في المستشفيات. ويشتمل الدليل على وسائل التحكم في الحد من انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية داخل المنشآت الصحية والمبادئ العامة للتعامل مع المخلفات الطبية وفرزها ونقلها وتخزينها مؤقتا لحين التخلص النهائي منها وكيفية التخلص الامن من الادوات الحادة .

من جانبه اكد نقيب الممرضين محمد الحتاملة ان في كل مستشفى وحدة خاصة لضبط العدوى ومستوى التعقيم في المستشفيات جيد جدا ويراعي الوسائل والاساليب العلمية في تعقيم الادوات والاسطح .

واضاف انه في كافة المستشفيات هناك تركيز على التعقيم تحديدا لمنع انتقال العدوى وهناك مساع للحفاظ على مستوى التعقيم المطلوب .

ودعا الحتاملة الى مزيد من التطوير والاهتمام في موضوع التعقيم لمنع انتشار الامراض مستقبلا وحتى لا نسجل اي حوادث جديدة في عدوى المستشفيات .

اخصائي التعقيم وضبط العدوى محمد الحوامدة والذي كان ضمن الفريق الذي قام بالاشراف على عملية تعقيم مستشفى الزرقاء الحكومي قال ان تحسنا كبيرا طرأ على مستوى التعقيم في المستشفى.

واضاف ان مديرية الامراض السارية في وزارة الصحة عممت على ضباط ارتباط ضبط العدوى الموجودين في مستشفيات وزارة الصحة لمتابعة تطبيق سياسات واجراءات ضبط العدوى في مستشفياتهم حسب البرتوكولات المعمول بها في وزارة الصحة منذ عام 2011، مع التركيز على بقية معايير الحذر العالمية الواردة في سياسات واجراءات ضبط العدوى الصادرة عن وزارة الصحة عام 2011.

معايير عالمية للوقاية

واشار الى ان هناك معايير حذر عالمية للوقاية من العدوى يجب ان تلتزم بها الكوادر الصحية ومنها ارتداء الواقيات الشخصية في التعامل مع المرضى المصابين وخاصة الامراض التنفسية والتي تعد اسهل طرق انتقال العدوى في المستشفيات، كما يجب الالتزام بارتداء الكمامات الواقية في الوقت والمكان المناسبين وخاصة في التعامل القريب مع المرضى.

واكد ان الالتزام بنظافة الايدي التي تشكل اكبر نسبة من الحماية والوقاية من نقل العدوى بين الكوادر الصحية والمرضى على حد سواء.وبين ان التنظيف والتطهير المستمر للبيئة المحيطة بالمريض من اجهزة واسرة، ويجب ان يكون حسب البروتوكولات المعمول بها.

مدير مستشفى الأميرة رحمة التعليمي لطب الأطفال وجراحتها الدكتور عبد الله الشرمان قال إن نجاح برنامج ضبط العدوى في المستشفيات يبدأ من غسل الأيدي سواء باستخدام الشامبو أو مطهر الأيدي الكحولي حيث هو المعيار الأساسي لتخفيض نسبة عدوى المستشفيات بنسبة( 90%) لذلك يوجد هناك أوقات يجب أن يلتزم بها مقدم الرعاية الطبية لغسل يديه منها قبل وبعد التعامل مع المريض أو لمس محيطه فبالتالي الالتزام بغسل الأيدي يقلل من إقامة المرضى في المستشفى نتيجة إصابته بعدوى داخل المستشفى وحجز سرير يكون بحاجة له مريض آخر كذلك يقلل من استخدام المضادات الحيوية .

وبالنسبة لأقسام العناية المركزة والخداج فلها إجراءات خاصة أوقات الزيارة ومدتها وتعقيم الأجهزة بالمواد المخصصة لذلك والتي يجب أن يقوم بها الكادر التمريضي من خلال سياسات واضحة عن كيفية تعقيم وإزالة التلوث عن هذه الأجهزة والمعدات ، مبينا أن إدارة المستشفى تعاني من عدم التزام المرافقين والزائرين بالقواعد الرئيسية لضبط العدوى رغم اللوحات الإرشادية الموزعة داخل الغرف والأقسام والممرات والتي تؤكد على ضرورة غسل الأيدي بشكل جيد مما يسمح بتخفيض نسبة نقل عدوى المستشفيات الى (90%) وكذلك عدم استخدامهم وسائل الوقاية الشخصية خلال زيارة مرضاهم في أقسام العناية الحثيثة والخداج وأقسام العزل الأخرى ، مشيرا الى ان هناك تعاونا وثيقا بين مستشفى الأميرة رحمة ومستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي ومركز الأميرة هيا للتقانات الحيوية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية إضافة الى المختبر المركزي لوزارة الصحة ، مؤكدا أهمية الوعي لدى المرافقين والزائرين بضرورة الالتزام بهذه القواعد التي قد يعتبرها البعض مبالغا فيها إلا أنها ذات فعالية كبيرة في منع العدوى .

كما اتخذت ادارة مستشفى الحسين الحكومي في السلط اجراءات احترازية فيما يتعلق بضبط العدوى بعد اكتشاف مرض غامض في مستشفى الحاووز في الزرقاء. حيث اكد مدير المستشفى الدكتور روحي النجداوي لـ» الدستور « ان اجراءات ضبط العدوى في المستشفى موجودة اصلا ومفعّلة الا انه تم التشديد في تطبيقها والتأكيد على الكوادر الصحية للالتزام بكافة تعليمات منع العدوى وكذلك تفعيل عمل لجنة ضبط العدوى في المستشفى حسب الاسس المتبعة عالميا اضافة لمتابعة اعمال النظافة واستعمال المطهرات والمعقمات حسب الاصول من قِبَل شركة الخدمات وتوعية الزوار بضرورة الالتزام وعدم الاحتكاك بالمرضى بما يضمن المحافظة على صحتهم وصحة المرضى لافتا الى انها اجراءات مُتَّبعة دائما حتى في الظروف العادية مؤكدا في الوقت ذاته انه لم يصل الى مستشفى اية حالات من ذلك المرض ولا يوجد أي شيء غير طبيعي او غير اعتيادي في المستشفى.

الدكتورة بتول ابو ارشيد والدكتور مصطفى العدوان وعدد اخر من الاطباء في قِسم الاسعاف والطوارئ بمستشفى الحسين الحكومي اكدوا ان اجراءات ضبط العدوى موجودة في المستشفى اصلا لكن تم اتخاذ اجراءات احترازية كتنظيف وتعقيم لقسم العناية المركزة والحثيثة والتأكيد على وضع المستلزمات والمستهلكات الطبية في المكان المناسب لها اضافة الى التأكيد على الاطباء متابعة اجراءات ضبط العدوى مؤكدين انه ولله الحمد لم يكتشف لدينا اية حالات في المستشفى كالتي اكتشفت في مستشفى الزرقاء.

كما أكد مدير عام الصحة في مادبا الدكتور خالد الحياري انه اتخذت بعض الإجراءات الوقائية لمنع انتقال العدوى في مستشفى النديم الحكومي والمراكز الصحية.

واضاف الحياري لـ»الدستور» انه يتم الالتزام بالأسس والمعايير الموضوعة لمنع العدوى داخل المستشفيات وغرف العمليات والمراكز الصحية والعناية الحثيثة والخداج والتأكيد على التخلص من النفايات الطبية وفرزها بشكل جيد.

وقال الحياري انه من اجل منع العدوى يتم اخذ (مسحات) عينات من أجهزة الحاضنات والعمليات والإسعاف والطوارئ وقسم النسائية والتوليد على مدار الشهر لفحصها والتأكد من عدم وجود جراثيم او تلوثها للحد من انتشار الإمراض والأوبئة.

وأضاف الحياري انه يتم يوميا تعقيم غرف العمليات بالإضافة للأدوات الطبية المستخدمة بعد الانتهاء من العمليات بواسطة وحدة تعقيم مركزية بالإضافة للجنة منع العدوى والتي من شانها الحد من العدوى داخل المستشفيات ومناقشة أسباب اية وفيات بين الأطفال، مبينا ان هناك غرف عزل للإمراض المعدية داخل المستشفى.

ايضا كثفت إدارة مستشفى الكرك الحكومي وكوادرها الطبية والتمريضية وكافة العاملين فيها من اجراءاتها الاحترازية الاعتيادية من الأمراض المعدية وخاصة عقب اكتشاف حالات من الالتهاب الرئوي في مستشفى الزرقاء، معلنة عن إجراءات حازمة بحق كل من يخالف معايير الصحة والسلامة العالمية لضمان سلامة كل المواطنين وفقا لمدير المستشفى الدكتور زكريا النوايسة.

وقال النوايسة أثناء جولة «الدستور» في أقسام المستشفى المختلفة إن محافظة الكرك وخاصة مراجعي ونزلاء المستشفى خالية من الأوبئة المعدية وخاصة مرض الالتهاب الرئوي، لافتا إلى إجراءات يومية تتخذ في هذا السياق من خلال لجنة ضبط العدوى المشكلة من ثمانية أطباء من كلية الطب في جامعة مؤتة ومستشفى الكرك، مبينا أن مهمتها تتمثل في الإشراف على الأقسام وتوعية الكوادر الطبية والتمريضية وإرشادها لأخذ الحيطة والحذر في التعامل مع مختلف الأمراض.

وأشار النوايسة إلى أن الإدارة شددت على أهمية اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين وخاصة التعقيم والتطهير الدائم للأجهزة والأدوات والأشخاص مستخدمي هذه الأدوات.

مكافحة العدوى

ويبين الاخصائيون ان مكافحة العدوى في المنشات الصحية كالمستشفيات يكون بتقنية التطهير وهو المكون الرئيس للعملية ،ومن ثم نظافة اليد حيث اوجدت العديد من الدراسات المتخصصة عالميا صلة وثيقة بين نظافة اليد والمحافظة عليها لدى مقدمي الرعاية الصحية لذلك فقد أصبح غسل اليد إجراءً إلزامياً في معظم منشآت الرعاية الصحية بالإضافة إلى أنه أصبح مطالباً به من قِبَلِ تشريعات وتنظيمات العديد من الدول .

بالإضافة إلى إجراءات الرقابة والعمل على رصد انتشار العدوى المشتبه بها مراقبة وتفشي العدوى،ومن ثم العمل على منع تفشي العدوى ان حصلت فيصبح هذا المصطلح تقريبا للذهن هو «مكافحة العدوى والوقاية منها»والوقاية بعد التعرض للعدوى ومراقبة الأمراض المعدية الناشئة.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية، تطالب معايير إدارة السلامة والصحة المهنية بأن يقوم أصحاب الأعمال بتوفير تسهيلاتٍ ومرافقٍ للسماح بإمكانية غسل الأيدي، بالإضافة إلى ضرورة ضمان وتأمين غسل العمال لأيديهم وأي جزءٍ آخرٍ من الجلد الظاهر بالماء والصابون أو غسل الأغشية المخاطية بالماء الدافق بمجرد رؤيته أو ملاحظته بعد الاتصال بالدم أو أي موادٍ أخرى ناقلةٍ للعدوى ويجب بعد الغسل تنشيف الايدي .

ووجدت دراسات ان تنشيف اليد بالمناشف الورقية أكثر فعاليةٍ مع استخدام «التجفيف عبر الهواء».

عملية التعقيم

اما الجزء الاخر من عمليات ضبط العدوى ،عملية التعقيم والتي تهدف الى قتل الكائنات الدقيقة، بالإضافة إلى أنه يمثل المستوى الأعلى لعملية قتل الميكروبات مما يجعلها عمليةً ممكنةً. و تكون المعقمات بالحرارة فقط، أو بالبخار، أو المواد الكيميائية السائلة.

أما التطهير فيشير إلى استخدام المادة الكيميائية السائلة على الأسطح وفي درجات حرارة الغرفة بهدف قتل الكائنات الحية الدقيقة مسببات الأمراض.

وبالتالي فان عملية التطهير أقل فعاليةٍ من التعقيم بسبب أنها لا تقتل مسببات الأمراض البكتيرية لانها لا تقتل الأبواغ البكتيرية.

ومن هنا فإن عملية التعقيم، إن تم تنفيذها بصورةٍ مناسبةٍ، طريقة فعالة في منع البكتيريا من الانتشار ويجب استخدامها في عملية تنظيف الأجهزة والمعدات أو القفازات الطبية ، وبصورةٍ أساسيةٍ أي نوعٍ من الأدوات الطبية والتي تتصل مباشرةً مع الدم والأنسجة المعقمة.

توجد أربع طرقٍ مختلفةٍ يمكن من خلالها تعقيم مثل تلك الأدوات أو الأجهزة: التعقيم باستخدام بخار الماء عالي الضغط)، التسخين الجاف أو من خلال استخدام المعقمات الكيميائية.

ويؤكد الاخصائيون ان الطريقتين الأولى والثانية هما الأكثر شيوعاً في مجال التعقيم بصورةٍ أساسيةٍ، وذلك بسبب سهولة الحصول عليهما وتواجدهما بصورةٍ متوافرة.

كما أن التعقيم بالبخار يعتبر أحد أكثر الطرق فعاليةٍ ان تم تطبيقها بصورةٍ صحيحةٍ وملائمةٍ والتي غالباً ما يكون من الصعب تحقيقها.وتشير القاعدة ضرورة تفاعل وملامسته مع كل الأسطح المقصود تعقيمها.

اما طريقة التعقيم بالتسخين الجاف داخل الأفران إحدى طرق التعقيم المقبولة ويمكن استخدامها فقط في تعقيم وتطهير الأدوات المصنوعة من المعدن أو الزجاج.

ويؤكد الاخصائيون ان درجات الحرارة العالية جداً والمطلوبة لإجراء عملية التعقيم على هذه الصورة قادرة على إذابة الأدوات غير المصنوعة من الزجاج أو المعدن.

كما يمكن استخدام مصطلح التعقيم الكيميائي، والذي يشير إلى التعقيم البارد، لتعقيم الأدوات والآلات التي لا يمكن تطهيرها طبيعياً من خلال كلتا العمليتين السابق ذكرهما وهي التي تتعرض للتلف في حال تم تعقيمها باستخدام طريقة التعقيم المنتظمة وتستخدم مركبات الفورمالدهيد في تلك العملية، و يتم استخدامهما بطرقٍ مختلفةٍ.

وبعد أن يتم غمس الأدوات في المحاليل الكيميائية، يكون ضرورياً وإلزامياً شطفها بالماء الجاري والذي سيزيل بدوره كل البقايا من المطهرات.

كما تتواجد بعض الطرق الأخرى للتعقيم، على الرغم من أن فعاليتها ما زالت محل جدلٍ ونقاشٍ، والتي منها التعقيم الغازي، التعقيم بالموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى التعقيم باستخدام المواد والعوامل الكيميائية الأخرى ومنها: حمض بيروروكسيتيك والتعقيم باستخدام البلازما الغازية.

الى ذلك يؤكد الاخصائيون انه يمكن الوقاية من التعرض للعدوى التي تحدث في المنازل ايضا ، حيث اشاروا الى سلامة الإجراءات الصحية كغسل اليدين بعد كل اتصالٍ مع مناطق مشكوكٍ فيها أو أي سوائل جسديةٍ، والتخلص من القمامة على فتراتٍ منتظمةٍ لمنع الجراثيم من النمو ما يقلل نسبة الاصابة بعدوى الامراض .

ومن اسس ضبط العدوى ايضا تجهيزات الحماية الشخصية وهي التي يستخدمها مقدمو الرعاية الصحية لمرة واحدة وتشمل( الملابس الخاصة أو المعدات التي يرتديها العامل للحماية من أي مخاطر.

الممارسات الآمنة

رئـيس شعبـة ضبط العدوى في مستشفى الملك المؤسس عــلي بنـــي عيــسى قال أن مكافحة عدوى المستشفيات يعتمد على التصرف السليم والممارسات الآمنة ويمكن أن يتم تطبيقه بأقل التكاليف، فبرنامج مكافحة العدوى المصمم بطريقة متوازنة يوفر مبالغ لا بأس بها للمستشفى, فهو بشكل بسيط يقوم على ثلاثة عناصر أساسية هي العامل البشري والبيئة المحيطة بالمريض والأدوات الجراحية المستخدمة في معالجة المريض, أما العامل البشري المتمثل بمقدمي الرعاية الصحية من ممرضين وأطباء وفنيين فيمكن منع العدوى من خلالهم بالالتزام بتنظيف الأيدي باستخدام الماء والصابون أو دلك الايدي بالكحول المخصص للأيدي بالإضافة إلى الالتزام بمعايير الوقاية القياسية من لبس للقفازات والمراييل واقنعة الوجه والنظارات واستخدام الأساليب مانعة التلوث.

كما ويعتبر تنظيف وتطهير الأسطح والبيئة حول المريض من الأساسيات في منع حدوث العدوى وانتشارها حيث يتم تنظيف وتطهير هذه المناطق باستخدام مواد منظفة ومطهرة تقوم المستشفيات بشرائها لهذه الاغراض ومن هذه المطهرات الكلور المنزلي ومركبات الأمونيا الرباعية.

وتعتبر الأدوات التي تستخدم مع المريض وتخترق الجلد لتدخل إلى تجاويف الجسم المعقمة أو إلى مجرى الدم من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث العدوى خاصة إذا لم تكن هذه المواد معقمة بشكل كامل, ويتم تعقيم المواد في المستشفيات باستخدام معقمات متنوعة وتعتبر أشهر انواع المعقمات المستخدمة معقمات البخار التي تقوم بتعقيم الأدوات باستخدام درجات الحرارة العالية التي قد تصل في أعلى الدرجات إلى 136 درجة مئوية وتحت ضغط البخار الذي قد يصل إلى 2.2 بار وتستمر الأدوات تحت هذه الظروف مدة لا تقل عن خمس دقائق في دورة تعقيم تصل مدتها إلى ساعة كاملة, ويتم التأكد من جودة التعقيم من خلال مؤشرات كميائية وفيزيائية وبيولوجية في نهاية دورة التعقيم تشير إلى مرور الأدوات في مراحل التعقيم اللازمة لقتل كافة الجراثيم الموجودة على هذه الأدوات والتي يمكن أن تتسبب في العدوى للمرضى في حال بقائها. كما وتستخدم طرق أخرى للتعقيم منها التعقيم باستخدام غاز اثيلين أوكسايد وغاز فورمالين وتعتبر من أحدث أنواع التعقيم الحالي التعقيم بواسطة البلازما أما الطرق التقليدية المسماة التعقيم البارد باستخدام مركبات كميائية مثل (Gluteraldehide) فهي غير آمنة ولا ينصح باستخدامها لتعقيم العدد الجراحية

واضاف بني عيسى ان عدم الاهتمام بأساليب الحقن الآمنة قد تؤدى إلى انتقال بعض الأمراض الموجودة بالدم مثل التهاب الكبد الفيروسي «ب» و « ج « (Hepatitis B,C) وفيروس نقص المناعة المكتسبة لدى الإنسان (الإيدز) (HIV) .

رئيس قسم الجودة في مديرية صحة مادبا ايمن الحيحي قال ان من ضمن خطة المديرية زيادة نسبة الكوادر الصحية المدربة على الحد من انتشار العدوى والتعقيم من 50% الى 75% بالإضافة لتقليل نسبة العدوى من 1,5% الى 05% والمحافظة على نسبة الحوادث العرضية بنسبة 05%.

اما رئيسة قسم التمريض في مستشفى النديم ريما زعيرات فقالت انه يتم تعقيم غرف المرضى بعد مغادرتهم لها بالإضافة للنظافة المستمرة اليومية، مشيرة الى ان غرف العزل للمرضى الذين يتوقع إصابتهم بأمراض معدية حيث يتم العزل بناء على قرار طبي.

الممرض احمد الحيتي من قسم العناية الحثيثة قال انه يتم تعقيم سرير المريض حال مغادرته بالإضافة لتعقيم عربة الإسعاف الفوري بعد كل عملية انعاش والتي تستخدم للحالات الطارئة بالإضافة لتعقيم أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة الشفط.

الممرضة القانونية في قسم الخداج أسماء الدادا أشارت الى إجراءات وقائية فائقة تتم للحاضنات يوميا من خلال النظافة والتعقيم بالمواد المعقمة، لافتة الى ان هناك غرفة عزل للخداج للأطفال المصابين بإمراض خلال ولادتهم، وانه يتم عزل الأطفال المصابين بأمراض الجذري بعد الولادة مباشرة او تجرثم الدم والأمراض الجلدية الوراثية.

مساعد مدير مستشفى النديم للخدمات الدكتور صليبا البجالي قال انه في حال ورود مريض بالامراض السارية يتم عزله في مكان مخصص للعزل داخل الأقسام والتي تم تجهيزها لهذه الغاية والتي يتم تعقيمها باستمرار بإشراف من لجنة ضبط الجودة.

رئيس قسم الجهاز الهضمي في مستشفى الكرك الدكتور إبراهيم الرفوع أشار إلى أهمية اتباع الطرق السليمة وعدم التحسس من توجيهات الأطباء الذين وجدوا أصلا لتقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمواطنين، لافتا إلى أن الوقاية في حالات كهذه خير من العلاج وأن ذلك لن يتأتى إلا من خلال معادلة متكاملة الأطراف طبيا وتمريضيا وعاملين ومراجعين معتبرا المواطن الهدف الأسمى لدى الجميع.

وأكدت مساعدة شؤون التمريض في المستشفى حياة النوايسة أشارت إلى أهمية الاستخدام الأمثل للمعقمات وخاصة الاستريليوم الموزع على كافة الأقسام من قبل المراجعين وكافة العاملين كأحد أسباب الوقاية من الأمراض المعدية مشيرة إلى اهتمام وزارة الصحة في هذا الجانب وتوفير هذا المعقم باستمرار.

أما رئيسة قسم الأطفال سحر المحيسن فقد أوضحت أن خشية الممرضات والممرضين على مرضاهم ومراجعيهم لا يقل أهمية عن الحفاظ على أنفسهم كأرباب أسر وأمهات، لافتة إلى أن القسم يجري زراعة للغرف بواقع مرتين سنويا وحال وجود البكتيريا يعاد التعقيم والتطهير مرة أخرى حسب المواد المتوفرة مشددة على الإجراءات الرادعة التي يتخذها القسم بحق المخالفين لشروط الصحة والسلامة العامة والأخذ بملاحظات ضابط ارتباط العدوى إضافة إلى المحاضرات التوعوية وتركيز العناية على غرفة ألعاب الأطفال وحصر دخولها إلا على الأطفال الخالية أجسامهم من الأمراض المعدية.

رئيس قسم العناية المركزة فواز الشوابكة أشار إلى مسحات دورية للقسم كل سبعة إلى عشرة أيام من خلال تعقيم الأسطح والبيوت للمرضى، لافتا إلى أن التعقيم يتم من خلال مرحلتين الأولى حرارية والثانية استخدام بعض المعقمات الطبية.

من جانبه قال مدير مستشفى معان الحكومي الدكتور وليد الرواد ان المستشفى يتبع كافة الاجراءات المتبعة لدى وزارة الصحة فيما يتعلق بضبط العدوى ومنع انتشارها ما ينعكس على سلامة الكادر الطبي والمرضى ومراجعي المستشفى.

وبين الدكتور الرواد ان هناك لجنة ضبط العدوى في المستشفى تتالف من اطباء وفنيين وممرضين تعمل باستمرار على التأكد من تطبيق تعليمات الوزارة الخاصة بضبط العدوى من خلال سلسلة من الاجراءات والمعايير.

وتتابع لجنة ضبط العدوى في المستشفى بحسب الدكتور الرواد عملية فرز النفايات الطبية في اقسام وعيادات المستشفى المختلفة وكذلك طريقة التخلص منها باستخدام المحرقة في المستشفى.

واضاف ان اللجنة مدعمة بتعليمات من الوزارة وادارة المستشفى تعمل على متابعة تطعيم كافة العاملين في المستشفى ضد مرض التهاب الكبد الوبائي الى جانب التاكيد على تعقيم غرف العمليات في المستشفى قبل وبعد اجراء العمليات الجراحية للتاكد من خلوها من اية حراثيم او ملوثات.

وخصص المستشفى ايضا غرفا للعزل في اقسامه المختلفة بما فيها قسم العناية الحثيثة وفق الدكتور الرواد الذي اكد مواصلة تنظيم محاضرات توعوية وتثقيفية لكوادر المستشفى حول كيفية التعامل مع المرضى وبعض الحالات المرضية والنفايات الطبية.

وقال الدكتور الرواد ان المرضى وبخاصة الذين يخضعون لعمليات جراحية يخضعون لمتابعة حثيثة بعد خروجهم من غرف العمليات للتأكد من سلامة جروحهم وعملياتهم والتأكد من عدم اصابتهم باي التهابات او مضاعفات خطيرة.

وفيما يتعلق بعملية التعقيم في المستشفى قال الدكتور الرواد ان المستشفى مزود بقسم حديث للتعقيم يعمل على تعقيم كافة الادوات والمستلزمات الطبية والجراحية المختلفة التي تسخدم في التعامل مع المرضى، مؤكدا ان قسم التعقيم يعمل بكامل طاقته ويخضع لعملية رقابة ومتابعة مستمرة من قبل الوزارة والشركات الفنية المتخصصة.

واستحدثت وزارة الصحة بحسب الدكتور الرواد قسما حديثا للتعقيم بالغاز في المستشفى لتعقيم بعض المعدات والادوات الطبية والجراحية التي لا يمكن تعقيمها بواسطة اجهزة التعقيم الاخرى.

وتولي ادارة المستشفى موضوع التوعية والتثقيف للكوادر الطبية والمراجعين اهتماما خاصا من خلال النشرات والتعليمات الارشادية التي توضع في متناول الكوادر والمراجعين في الوقت الذي يتابع فيه فريق الصحة العامة مستوى نظافة وسلامة خزانات المياه في المستشفى.

واكد الدكتور الرواد اهتمام الوزارة كذلك بالتعاون مع الجهاز الاداري للمستشفى في نظافة وطبيعة الغذاء المقدم للمرضى والكوادر الطبية العاملة في المستشفى.

«الدستور» التي جالت في مرافق مستشفى معان الحكومي لاقت ارتياحا من قبل مراجعي المستشفى والمرضى فيه والكوادر الطبية العاملة فيه حول اجراءات التعقيم والنظافة المتبعة في المستشفى في وقت لم يسجل فيه المستشفى من قبل اية حالات مرضية بين كوادره ومراجعيه نتيجة انتشار لاي عدوى.

مخاطر في المنشآت الصحية

المنشآت الصحية قد تساعد على انتشار العدوى، والمشكلة لا تقتصر فقط على كون هذه العدوى في مكان يعاني أغلب من فيه، من المرضى تحديدا، من حالات ودرجات متفاوتة من الضعف، لكن المشكلة الأكبر هي أن الكائنات الدقيقة المسببة لهذا النوع من العدوى قد اكتسبت بحكم اختلاطها ومواجهتها على المدى الطويل لعدد كبير من المضادات الحيوية والفيروسية ومضادات الفطريات .. قد اكتسبت مناعة ومقاومة لهذه العلاجات، وهو ما يجعل مقاومتها وعلاج ما تسببه من أمراض أمرًا شاقًا، لا سيما إذا كانت في صورة وبائية.

وبين اخصائيون ان المخاطر في المنشآت الصحية والتي يمكن تعرض الكوادر الصحية للعدوى هي التعرض للدم، اللعاب، أو السوائل الجسدية الأخرى والغبار الجوي وجميعها قد تكون محملة بمصادر العدوى لعدد من الامراض اهمها ( التهاب الكبد الفيروسي ج، الإيدز أو مسببات الأمراض الأخرى المنتقلة عن طريق الدم أو السوائل الجسدية كما حصل في الالتهاب الرئوي ) .

هنا تقي تجهيزات الحماية الشخصية من الاتصال مع المواد المعدية من خلال خلق مانع أو عازل فيما بين المادة المعدية (المسببة للعدوى) وعامل الرعاية الصحية المعرض للعدوى.

وتشمل التجهيزات الشخصية ( القفازات الطبية، العباءة الطبية، القلنسوات، أغطية الحذاء، أقنعة الوجه (الكمامة)، أقنعة التنفس الاصطناعي، النظارات الواقية، الأقنعة الجراحية وكمامة قناع مانع للاستنشاق) .

وغالباً ما تقرر التشريعات أو بروتوكول مكافحة العدوى عدد تلك التجهيزات المستخدمة بالاضافة إلى طريقة استخدامها داخل المنشأة الطبية والعديد من تلك الأدوات يتم التخلص منها بعد استخدامها لمرةٍ واحدةٍ فقط بهدف تجنب حملها لمسببات الأمراض المعدية من مريضٍ إلى آخر وكذلك لتجنب تكاليف التطهير العالية.

العنصر المهم ايضا في ضبط العدوى تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية لتعرضه بشكل مباشر الى اشكال كثيرة من العدوى أثناء مسار عملهم،مما يجعل اللقاحات أو التطعيمات متاحة بهدف توفير بعض صور الحماية للعاملين في منشآت الرعاية الصحية.

وبناءً على التنظيمات والتشريعات، يجب ان يتلقى العاملون في مجال الرعاية الصحية مطاعيم ( التهاب الكبد الوبائى ب، والإنفلونزا، والحصبة، والنكاف والحصبة الألمانية،و الكزاز (التيتانوس)، والخناق (الديفتريا)، والسعال الديكي) .

اما فيما يخص الوقاية بعد العدوى تكون الوقاية خير سبيل لحماية عمال الرعاية الصحية المعرضين لتهديد الإصابة بالأمراض المعدية.

ضغط المراجعين

رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الكرك أمجد المجالي اشار الى ان الضغط المتزايد للمراجعين في العيادات الخارجية وقسم الطوارئ والاختلاط المباشر يعتبر أحد أسباب نقل العدوى، مشيرا إلى الحاجة الماسة إلى كميات كبيرة من الشراشف باعتبارها من الوسائل المساعدة على نقل البكتيريا ما لم يتم استبدالها وتعقيمها كل لحظة، مبينا أهمية العمل السريع على توفير وسائل السلامة العامة من محطة التنقية التابعة للمستشفى.

ويشير الدكتور معاذ المعايطة إلى أن برامج التوعية في هذا المجال هي من العوامل الرئيسية المساعدة على عدم ظهور مثل هذا الوباء أو انتشاره مركزا على أهمية الدورات التثقيفية لطلبة المدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المحلي لتمكينهم من اتباع الطرق السليمة حال اكتشاف أي حالة من هذا المرض.

الدكتور حسن الهواري يؤكد من جانبه أهمية فعالية القرارات المتخذة في الحد من الاختلاط المكثف ووقف التدخين واستخدام الوسائل الشخصية خاصة عند السعال أو التحدث مع الآخرين حال ظهور شكوك بوجود الالتهاب الرئوي عند أي شخص مهما كان.

رصد العدوى

وعن رصد العدوى يقول الاخصائيون تتم في عملية الاستقصاء والرصد ، فتحديد عدوى يتطلب أن يراجع القائمون على عملية الرصد خريطة المريض ويرى إن كان المريض يعاني من أعراض وإشارات عدوى ما. اهمها مواقع التي يحتمل فيها عدوى الدم، مجرى البول، الالتهاب الرئوي، والمواقع الجراحية.وبهدف تقييم الإجراءات والتدابير الوقائية التي اهمها عزل المرضى الذين يُعانون من أمراضٍ معديةٍ.

ويؤكد الاخصائيون ان ثلث العدوى المكتسبة جراء العمل في مجال الرعاية الصحية تقريباً يمكن الوقاية منها ثلث العدوى المكتسبة جراء العمل في مجال الرعاية الصحية تقريباً يمكن الوقاية منها، فإن أنشطة الرصد والوقاية تمثل أولويةً متزايدةً لدى العاملين في المستشفيات حيث تشير الدراسات الى ان استخدام الرصد يقلل 32% من عدوى المستشفيات .

بناءً على ما أوردته منظمة الصحة العالمية، فيقصد بالتحقيقات في حالات تفشي العدوى التوصل إلى الأسباب المؤدية إلى وقوع العدوى، وما طبيعة الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى وما هي عوامل الخطورة المؤثرة.

وغالباً ما يتم نشر نتيجة التحقيقات في عملية تفشي العدوى أو الاجتياح للعامة على صورة تقرير توضح فيه النتائج بهدف توصيلها الى كافة الجهات المعنية .
التاريخ : 26-04-

0 التعليقات

Write Down Your Responses