لماذا سحبت مدخراتي من البنوك الأردنية؟! * حلمي الاسمر

 الصياد-نيوز
مع يقيني أنه حتى لو أشرتم لهذا الموضوع في زاويتكم فلن نصلح شيئا، لكنها صرخه لأجل الوطن قد تنفع أحد ما، يوما ما!

اغتربت منذ ما يزيد قليلا على عشر سنوات منذ العام 2000 ، كنت خلالها أتواصل مع الأهل والوطن خلال الإجازات الصيفية. وقد سافرت محملا بالديون والهموم وبحمد الله أنزلت هذه

الأحمال.

عندما غادرت الأردن العام 2000 لم أكن أعلم بأنه مطلوب مني لضريبة الدخل اية مبالغ، ولو علمت ذلك حينها لما دفعتها لهم لأنني ببساطة لم أملك عندما غادرت البلاد دينارا واحدا زيادة على حاجتي لترفه الحكومة فيه عن نفسها!

في يوم 1/2/2010 ، وأنا جالس في مكتبي في الغربة، وكنت أتابع حسابي البنكي في أحد بنوك الأردن (عبر الأنترنت) وأنا افعل ذلك يوميا، وأذا بملغ 1278 دينارا (الف ومائتين وثمانية وسبعين) اختفت من حسابي.

اتصلت بمدير الفرع في الأردن مستفسرا عبر مكالمة دولية فأخبرني ان المبلغ تم سحبه لصالح دائرة ضريبة الدخل، جن جنوني عندما علمت أن حسابي البنكي مستباح للحكومة وقت ما تشاء.

وحيث أني لن أتحمل استهتار الموظفين العامين مرة أخرى، في نفس اليوم قمت بسحب كل مدخراتي ( بالأنترنت) من البنوك الأردنيةُ، وبعد ذلك يأتي من يسألك لماذا حوالات المغتربين في انخفاض؟ لقد عرفت أناسا آخرين تم تعريضهم لهذا «الإرهاب»!

في يوم 1/9/2011 قدمت الى الأردن للزيارة.

وكانت لدي سيارة قديمة ا

رتأيت ان أسجلها باسم ولدي ليتابع امورها، في دائرة السير قالوا ان السيارة محجوزة لصالح ضريبة الدخل ولا يمكن بيعها.

ذهبنا الى دائرة ضريبة الدخل والى ما يسمى بالتنفيذ الجبري. فإذا بهم قد أصدروا كتب حجزعلى كل ما أملك إلى أية دائرة رسميا في الأردن ( لا بيع ولا شراء ولا بنوك) والسبب غرامات على الضريبة التي قاموا بانتزاعها سابقا من حسابي في البنك، ولو أبقيت مدخراتي في ذلك البنك لسحبوا الغرامات وهي 2699 دينارا أيضا أي مبلغ أربعة آلاف دينار دون التنازل بالتعرف الى صاحبها!

في دائرة ضريبة الدخل أخبرني الموظفون ان هنالك قرارا لمجلس الوزراء بالإعفاء، والمدراء أخبروني لو أنني جئت بداية السنة لاستفدت لأن القرار توقف وكأن إجازتي بيدي! وما وجدت من حل لديهم سوى الدفع، لأنه يمكن (إرهاب أولا ثم تهديد ثانيا) أن يصل التعميم الى المنافذ الحدودية ويتم منعي من السفر.

عندها دفعت صاغرا، غاضبا وسافرت يوم 23/9/2011 لا أحمل سوى المرارة وضياع 4000 دينار هكذا .

وبعد أسبوع من سفري في 1/10/2011 جدد مجلس الوزراء إعفاء الغرامات على الضريبة. أرسلت مستشارا الى الضريبة (عينته على الهاتف) فأخبرني ان ما يدخل للحكومة .......لا يخرج.

لا أكتب لغرض ما، فقد احتسبت الأمر عند الله ، كما انني لست المغفل الوحيد الذي دفع ولم ينتظر، لقد عرفت كثيرين جرى لهم أمر قريبا مما جرى معي، وبعد ذلك يأتي من يسألك: لماذا حوالات المغتربين في انخفاض؟!

لقد شعرت بارتياح كبير بعدما انتهيت من الكتابة، ومع ذلك سأرسلها اليك لعل وعسى ان تنفع أناسا آخرين.

دمتم وحمى الله الوطن. محمد علي!!

0 التعليقات

Write Down Your Responses