ألمانيا تستعرض تاريخها العسكري في متحف بمدينة "دريسدن" حول الجيش الألماني


ألمانيا تستعرض تاريخها العسكري في متحف بمدينة "دريسدن" حول الجيش الألماني

 الصياد-نيوز
تهدف ألمانيا من وراء افتتاح متحف للجيش الألماني في مدينة دريسدن إلى استعراض التاريخ العسكري للبلد، بما في ذلك الصفحات السوداء التي كتبها الجيش الألماني, منذ النظام النازي إلى اليوم. ويتوقع أن يثير المتحف
نقاشات مهمة حول تاريخ البلد، لاسيما أن المتحف يعتبر الأول بين المتاحف الذي يخرج عن الطابع التقني إلى الانفتاح على التاريخ ومحطاته.
)
 
 بعد 66 عاما على سقوط نظام أدولف هيتلر، تفتتح ألمانيا في مدينة دريسدن (شرق) أول متحف كبير مخصص لجيشها الذي ارتبط بصفحاتها السوداء في التاريخ.
كيف يتم استذكار الحرب في ألمانيا المحرجة من ماضيها العسكري ومن كارثة المحرقة؟ تأتي الإجابة عن هذا السؤال من المتحف التاريخي العسكري المخصص للجيش النظامي الرسمي (بوندسفير) والذي سيفتح أبوابه الخميس بعد سبعة أعوام من الأعمال وتحول شبه كامل.
ويشرح غورخ بيكن المدير العلمي للمعرض الجديد الذي كان في السابق متحف جيش ألمانيا الشرقية في ظل الجمهورية الألمانية الديمقراطية قبل أن يستولي عليه بين الجيش النظامي الرسمي بعد انهيار جدار برلين سنة 1989 "تعتبر المتاحف العسكرية عادة متاحف تقنية لكن هذا المتحف تاريخي في الدرجة الأولى".
وفي بلد لا تزال علاقته بجيشه حساسة "نتوقع إثارة نقاشات مهمة فهذا المتحف ملتقى للآراء"، على حد قول المؤرخ.
ويستعرض الزائر على امتداد 13 ألف متر مربع الصفحات السوداء من تاريخ ألمانيا حتى الزمن المعاصر ومشاركة الجيش في الحرب في أفغانستان. وكرس جزء خاص من المتحف لإبادة اليهود في عهد النظام النازي.
واختار الجيش الألماني مهندسا يهوديا لتصميم المبنى الجديد هو دانييل ليبسكيند (65 عاما) الذي صمم أيضا المتحف اليهودي في برلين الذي افتتح منذ عشرة أعوام.
ويعتبر هذا المهندس البالغ من العمر 65 عاما من المهندسين المعاصرين الاكثر شهرة ويتحدر من عائلة نجت من المحرقة. ومن بين مشاريعه الحالية الموقع الجديد لمركز التجارة العالمية في نيويورك الذي تدمر على إثر أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.
ويرتكز متحف دريسدن على مبنى عسكري يعود إلى القرن التاسع عشر أضيفت إليه تصاميم لليبسكينت من الاسمنت والفولاذ والزجاج وهو ينقسم إلى قسمين أولهما يعتمد تسلسلا زمنيا للحروب في ألمانيا منذ العام 1300 حتى يومنا هذا وثانيهما يعتمد تقسيما وفق مواضيع مختلفة مثل "الحرب والذاكرة" و"السياسة والعنف" و"الحيوانات في العالم العسكري" و"الحرب والألعاب" أو كيفية وصول الأسلحة البلاستيكية إلى غرف الأطفال.
وفي الطابق الاخير، تسمح منصة بتأمل مدينة دريسدن التي هدمتها قنابل الحلفاء وأودت بحياة عشرات الآلاف من سكانها بين 13 و15 شباط/فبراير 1945.
وقد أصبحت هذه المدينة على مر السنين رمزا لمعاناة الشعب الألماني خلال الحرب بعدما اعتبر هذا الموضوع من المحرمات طوال عقود.
ولكن المتحف يركز أيضا على الجرائم التي ارتكبها النظام النازي ويعرض على سبيل المثال لا الحصر بلاطات من مدينة فيلون البولندية دمره سلاح الجو الألماني (لوفتفافي) في الأول من أيلول/سبتمبر 1939 بالإضافة إلى أنقاض من مرفأ روتردام الهولندي.
ويختتم المتحف برمزين من ألمانيا المعاصرة.
من جهة، سترة بذلة عليها بقع حمراء كان وزير الخارجية وزعيم الحزب الأخضر جوشكا فيشر يرتديها عندما رمى عليه نشطاء في مجال البيئة دهانا في العام 1999 بينما كان يدافع عن تدخل عسكري للجيش في كوسوفو.
ومن جهة أخرى، عربة عسكرية معروضة خلف واجهة تضررت على إثر هجوم تعرض له الجيش في أفغانستان في العام 2004.

0 التعليقات

Write Down Your Responses