عاملات في المنزل يقمن علاقات بعيدا عن رقابة الأسرة


الصياد نيوز  - "الخادمة مثل البطيخة"، هكذا تصف سيدات المجتمع الأردني حظهن في عاملة المنزل، فهذا الوصف ليس في أداء العاملة لعملها، وواجباتها في المنزل فحسب، وإنما هو وصف لسلوكاتها أيضاً؛ فسلوك العاملة وحسن تعاملها مع مخدوميها، هما مطلب جل العائلات
الأردنية التي بدأت تلحظ ندرة جمع الخادمة لصفة النشاط وحسن التعامل في آن واحد.
وبات هم الأسر الوحيد عند استقدام الخادمة طلب ضمان حسن تعاملها وخلقها، خصوصا في ظل تواجد الخادمات في منازل يصعب وجود من يراقبهن واضطرار بعض الأسر للاعتماد عليهن في أداء بعض الواجبات، التي تسهل للخادمة فرصة للتعرف على الغرباء في خارج المنزل، وإقامة علاقات معهم، ومن هنا تبدأ المشكلة.
الستينية الحاجة فاطمة، التي تعيش هي وزوجها في منزل كبير جدا يتطلب وجود خادمتين فيه، لم تكن تعلم بطبيعة الحياة التي تحدث في منزلها بعد منتصف الليل، إلا أنه وبعد فترة من الزمن، أخبرها أحد الجيران بحدوث حركة غريبة في منزلهم وبشكل يومي بعد منتصف الليل.
وبعد أن تدهورت الحالة الصحية للحاجة فاطمة، راجعت عيادة الطبيب، ليتبين من خلال الفحوصات المخبرية للدم وجود نسبة عالية من المنوم في دمها "فكانت الدهشة والذهول والتيقن بما تفعله الخادمتان، وافتضح أمرهما بعد أن ثبت أنهما كانتا تضعان المنوم لها ولزوجها، وفي الوقت نفسه يتم إحضار صديقيهما من العمارة المقابلة لهما، لتمضية الليل مع الخادمتين، ويخرجان عند ساعات الفجر".
وتقول فاطمة "اكتشفنا أن الخادمتين على علاقة مع شابين منذ 3 أشهر؛ حيث تحضران صديقيهما الى المنزل بعد منتصف الليل، كما أخبرهما جارهما بأنه يشعر بحالة مربكة في الليل ولمح صعود شاب في وقت متأخر إلى العمارة، وهو يعلم أنهما ينامان في وقت مبكر، الأمر الذي فضح أمر الخادمتين، بالإضافة الى الفحوصات التي كشفت الحقيقة".
وتتحدث بمرارة عما أصابها وزوجها من خدعة، وانتهاك لحرمة المنزل؛ إذ بعد اكتشاف أمرهما والحصول على الهواتف النقالة بحوزتهما، وجدا أرقاما لا تعد ولا تحصى في الهاتف، فضلا عن صور خادشة للحياء التقطت في أرجاء المنزل وهما نائمان، مبينة أنهما قاما على الفور بإرسالهما الى المكتب ومن ثم تسفيرهما إلى بلادهما.
وحال فاطمة لا يختلف كثيراً عن حال رجاء التي باتت تلاحظ أنها في كل مرة ترسل فيها خادمتها لإلقاء القمامة أو الشراء من السوبرماركت تأخذ وقتا أكثر من اللازم بكثير، وما زاد شكوكها هو قيام خادمتها بترتيب نفسها ووضع الماكياج قبل النزول، "دفعني ذلك إلى مراقبتها ورؤيتها تقابل رجلا في كراج العمارة، وهو عامل يعمل في المطعم المجاور لمنزلهم"، وفقا لما قالته رجاء.
وتقول "بعد أن اكتشفتها قمت بتهديدها، بأني سآخذها إلى المكتب، فاعترفت بأنها تحب شابا ويبادلها الحب منذ شهرين، وبأنه يأخذ منها راتبها الشهري".
وتقدر وزارة العمل عدد الخادمات العاملات في بيوت الأردنيين بنحو 70 ألف عاملة منزل؛ منهن 30 ألف إندونيسية، و15 ألف فلبينية، و25 ألف سريلانكية، فيما تقدر نقابة الاستقدام عدد العاملات الهاربات من منازل مخدوميهن بنحو 15 ألف عاملة منزل.
ويؤكد رئيس نقابة مكاتب الاستقدام خالد الحسينات، عدم وجود أي إجراء يتخذ من قبل مكاتب الاستقدام في المحاكم، مبيناً أن مثل هذه الأمور ليست "بجريمة عظيمة"، إلا أنه في حال تم إحضار الخادمة إلى المكتب بهذا الشأن، فإن الحل الأسلم هو المطالبة بتسفيرها؛ لأن المشاكل الأخلاقية لدى الخادمات لا بد وأن تتكرر.
في حين يرى اختصاصي الشؤون الأسرية والإدارية د.فتحي طعامنة، أنه في الأصل لا توجد مربية مثل الأم، وعلى الخادمات القيام بأعمال الخدمة في المنزل فقط، "إلا أنه وللأسف باتت الأسر تعتمد على الخادمات بكل شيء"، مبيناً أن ذلك سيؤثر على الأفكار وطريقة التربية وغرس منظومة القيم والأخلاق والسلوك في الطفل؛ حيث يمكن للطفل في حال وجود خلل في المربي وبغياب منظومة القيم أن يتبنى أي سلوك.
ويقول "إن وجود خادمة تقيم علاقات سواء عبر الهاتف أو علاقات مباشرة سوف تكون له آثار سلبية على الأطفال، فضلا عن تأثير ذلك الأمر على "سمعة البيت"".
وينصح عند وجود خادمة تخرق حرمة البيت، بضرورة عدم بقائها في المنزل في حال اكتشاف أهل المنزل قيامها بعلاقات خارجية كون ذلك يشكل خطرا على المنزل.
وفي ذلك، يرى الاختصاصي النفسي د.أحمد الشيخ، أن وجود الخادمة في المنزل من حيث المبدأ هو أمر مهم؛ لأنها تقوم بأداء مهمة معينة، غير أن هناك قيما تأتي إلى المنزل ليست من صنع أفراد المنزل، وهي قيم تمتلكها الخادمة تكون معارضة لقيم المنزل، بالتالي فإنها تحاول ممارستها خارج المنزل، ما يسبب حدوث صراع بين ما ترغب به الخادمة وما تراه الأسرة.
وتبقى القيم التي تمتلكها الخادمة تؤثر على نظام الأسرة ككل، لذلك يفضل قبل التأكد من مهارة وكفاءة الخادمة في العمل، التأكد من أن قيم هذه الخادمة تنسجم مع قيم وعادات الأسرة.

0 التعليقات

Write Down Your Responses