غابات البلقاء مهددة بالانقراض جراء عمليات التحطيب الجائر




 الصياد نيوز - تستمرُّ عمليات التحطيب الجائر والاعتداءات المتكرِّرَة على الأشجار في مناطق زي وعلان وأم جوزة في محافظة البلقاء، وفقَ مواطنين.
وتهدِّدُ أعمالُ التحطيب بإلغاء موقع الأردن من خريطة العالم الطبيعية مستقبلاً، كونها تُمثِّلُ خطراً مُحدقاً على واقع الثروة الحرجية في المملكة، بحسب خبراء زراعيين.

ويبتكر المعتدون أساليب جديدة لتقطيع الأشجار، تتمثَّلُ باستخدام آلة الجازور المزودة بكاتم صوت لتسهيل مهمة الاعتداء، حيثُ تصلح لقطع الأشجارالمعمرة خلال 10 دقائق، بعيداً عن سمع وبصر مراقبي الحراج في ساعات الليل المتأخرة.
كما يعتمدونَ أساليبَ حديثة ومبتكرة للمناوَرَة مع الطوافين، ومحاولة تضليلهم لتسريب الأشجار المقطعة خارج الغابات، حيثُ يقومُ المعتدونَ بنقل الحطب على الحمير والعربات بعد تقطيعه من الغابة للمنازل، وتنتظرهم في تلك الأثناء الشاحنات خارج تلك الأحراج.
ويؤكِّدُ الخبير الزراعي الدكتور عبدالله الحسبان أنَّ التحطيبَ الجائر اكتسَحَ أكثر من 40 % من بعض الغابات الخضراء والمناطق الحرجية في المملكة التي باتت مهدَّدَةً بالزوال بفعل مثل تلك الممارسات.
ويتحدَّثُ الخبراءُ عن "تساهل رسمي" مع مثل تلك السلوكيات في الماضي، مشدِّدينَ على أنَّه لا يمكن للجهات المسؤولة الوقوف مكتوفة الأيدي.
وطالب الحسبان بتطبيق التشريعات وتفعيلها بشكل جدي وملموس للقوانين الحرجية، داعياً إلى معاقبة الحطابين وملاحقتهم قضائياً على الوجه المطلوب لضمان حماية الغطاء الأخضر في الأردن.
وتغطي الغابات نسبة لا تتجاوز 1 % من المساحة الكلية للمملكة، إضافة إلى أنَّها تُمثِّلُ مخزوناً طبيعياً ومهما للتنوع الحيوي والأصناف والأنواع النباتية والطيور والحيوانات البرية في المملكة.
وتحتلُّ مدينة السلط أكبر المساحات الحرجية على مستوى المملكة، ما يجعلها أكثر المناطق عرضة للتحطيب، بعد محافظتي جرش وعجلون.
على صعيد متصل، شكا مواطنون من اتساع عمليات التحطيب مع اقتراب فصل الشتاء، خصوصا أنَّ بعضهم يستبدلُ مدافئَ الكاز بالحطب، باعتبارها البديل الأوفر لتدفئة المنازل جراء ارتفاع أسعار الوقود الذي رافَقَ عملية تحرير المشتقات النفطية.
ويقول المواطن أحمد أبو رمان، الذي يسكن بلدة أم جوزة، إنَّ ارتفاع أسعار المحروقات تسبَّبَ بإحجام المواطنين عن استخدام المدافئ الكاز، لتصبِحَ مدافئُ الحطب "البديل الأنسب".
ويُبيَّنُ أبو رمان أنَّ ارتفاع أسعار المحروقات دفَعَ كثيرين إلى التوجه لمعاصر الزيتون المنتشرة في مختلف أنحاء المحافظة لشراء مخلفاتها من الجفت، والاعتماد عليها كوسيلة للتدفئة لتخفيف الأعباء المالية عليهم.
ولفت إلى أنَّ العائلات محدودة الدخل ورغم ارتفاع سعر الجفت في الموسم الحالي استمرت بشرائه، بعد أنْ كان يتمُّ الحصول عليه في الأعوام الماضية مجانا، حيث تبقى أسعاره أقل مقارنة بكلف بينما تضاعفت أسعار الكاز والسولار والغاز التي تستخدم لغايات التدفئة.
من جانبه، يشير المواطن محمد عمايرة من منطقة زي في السلط إلى أنَّ طن الحطب للتدفئة يكفي لفترة تصل إلى ثلاثة أسابيع بينما تكفي تنكة الكاز يومين على الأكثر.
ويشيرُ أنَّ مادة الجفت المستخرجة من مخلفات الزيتون شهدت العام الحالي إقبالا كبيراً رغم رفع أسعاره من قبل أصحاب المعاصر، حيثُ أنَّها تمد المنزل بدفء أكبر من المحروقات الأخرى.
من جانبه، قال مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة المهندس محمد الشرمان إنَّ الاعتداءات على الغابات الحرجية تتم بطريقتين، إما بالتحطيب أو إقامة مسكن على الأراضي الحرجية.
وأضاف أن من يضبط وهو يقوم بتقطيع الاشجار الحرجية بقصد التحطيب يتم تحويله للمحكمة، أما مَنْ يتعدى بقصد إقامة مسكن يتم مخاطبة الحاكم الإداري من أجل إزالة الاعتداء.
وبين الشرمان أن عدد قضايا التعدي على الحراج زادت عن العام الماضي، نتيجة توجه المواطنون الى استخدام مدافئ الحطب بدلا من مدافئ الكاز والسولار.
وطالب الشرمان المواطنين بالتعاون مع مديرية الحراج من خلال التبليغ عن أي حالة تعدي على المناطق الحرجية في أي منطقة على مستوى المملكة وذلك على ارقام غرفة المتابعة الرئيسية في مديرية الحراج.

1 التعليقات

الطوافين في محطة حراج جلعد هم من يقطعون الاشجار ويتاجروا بمقدرات الوطن وخاصة واحد اسمه محمد مفضي هو بقطع وابوه ببيع الطن ب80دينار حيث ان ابوه ساكن وسط منطقة حرجية واعملوا مراقبة وبتعرفوا انه كلامي صحيح ويجب على مدير الحراج تعيين مسؤول عنهم من الضباط المتقاعدين من المؤسسات العسكرية او الامنية وشوف كيف بتحافظ على الثروة الحرجية

Write Down Your Responses