احتقان يسود الرمثا وغياب أمني وإغلاق الدوائر الحكومية

 

 الصياد نيوز - سادت مدينة الرمثا حالة من الاحتقان اليوم، فيما تواصلت اعمال الشغب من قبل محتجين، وسط غياب امني وإغلاق للدوائر الرسمية، على خلفية وفاة شاب من ابناء المدينة كان معتقلا لدى جهة أمنية.


وأضاءت إطارات الكاوتشوك على مدار الليلتين الماضيتين مدينة الرمثا، التي ما يزال شبانها يغلقون شوارعها الرئيسية المؤدية إلى الحدود السورية بالحجارة وحاويات القمامة، تعبيرا عن غضبهم، على وفاة الشاب نجم الدين العزايزة (19 عاما) داخل أحد المراكز الأمنية.


وفي الوقت الذي تؤكد فيه لجنة مؤلفة من خمسة أطباء شرعيين، قاموا يوم أمس بتشريح جثة الشاب العزايزة داخل مستشفى الأمير حمزة الحكومي، بأن سبب الوفاة هو 'الانتحار'، و'خلو الجثة من أي آثار تعذيب أو عنف'، غير أن ذويه رفضوا استلام جثته، وأكدوا على لسان أحد أقاربهم الذي شاهد الجثة، أن 'هناك آثار تعذيب على أنفه وركبتيه، وفي منطقة البطن'.


وبينت مصادر حكومية أنه تم تشكيل لجنة تحقيق بشأن ملابسات وفاة نجم الدين،

وأن وزير الداخلية محمد الرعود توجه إلى مدينة الرمثا مساء للقاء أقارب الشاب المتوفى.

وكان (أبو ناصر) والد الشاب الزعبي، بين في حديث إلى 'الغد' أن ابنه 'يعمل على سيارة خصوصي لنقل الركاب، وكان من المقرر أن يلتحق كشرطي في الدفاع المدني خلال أيام'.


واضاف أنه يوم الأحد الماضي قام ابنه بنقل شخصين من الجنسية السورية إلى عمان مقابل أجر، ولدى وصوله عمان تم اعتقاله.


وأكد أنه أجرى مع ابنه أكثر من اتصال هاتفي، لكن الأخير لم يرد على الهاتف، مشيرا إلى أنه بعد اعتقاله بيومين، تلقى اتصالا من شخص قال إنه (فاعل خير)، وأبلغه أن ابنه معتقل لدى إحدى الجهات الأمنية.


وبحسب رواية الأب، فإنه تم التأكد من اتصال (فاعل الخير)، وأنه كان دقيقا في معلوماته، لافتا إلى أنه حاول أن يلتقي ابنه، 'لكن الجهات المختصة أبلغته أنه سيتم الإفراج عنه يوم أمس'.


وأضاف أبو ناصر 'كذلك أكد شقيقه (فتحي)، الذي يعمل ضمن مرتبات الأمن العام، أنه توجه إلى الجهة التي اعتقلت شقيقه، وطلب مشاهدته، لكنهم أبلغوه أنهم سيفرجون عنه مساء ذلك اليوم، وسيسلمونه مركبته'.


وقال إنه في مساء أمس 'طلبتني مجموعة من أقاربي، وأبلغوني أن ابني نجم الدين عثر عليه منتحرا داخل المركز الذي كان يحتجزه'.


وكان شبان وفتيان من مدينة الرمثا أضرموا النيران بثلاث مركبات حكومية، من بينها سيارة جيب لأحد ضباط الأمن العام، وباص تعود ملكيته لمتصرفية الرمثا، إضافة إلى مركبة تعود ملكيتها لمحكمة بداية الرمثا.


وفور تلقي الشبان نبأ وفاة نجم الدين أثناء اعتقاله، تدافعوا إلى الشوارع، وأضرموا النيران بمبنى المتصرفية لثلاثة مرات متتالية، كما احرقوا جميع أثاث المبنى ووثائقه.


واضطرت قوات الدرك التي اقتحمت المدينة للسيطرة على الوضع، إلى الانسحاب من المدينة، بعد أن تعرضت للرشق بالحجارة، وتحطيم باص يحمل لوحة خصوصي.


وكان عدد من شبان المدينة أكدوا أنه تم تحطيم الباص الذي كان يستقله رجال الدرك، كما عادت سائر مدرعات الدرك إلى خارج المدينة، وذلك بمساعدة عدد من وجهاء مدينة الرمثا، بعد أن أطلقوا الغازات المسيلة للدموع لمدة نصف ساعة.


وطالب والد الشاب المتوفى من الحكومة الكشف عن هوية المتسببين بوفاة ابنه، رافضا الرواية الحكومية التي تتحدث عن 'أن الشاب ولدى تفقده في الحجز، عثر عليه متوفيا، بعد أن مزق بطانية كانت أعطيت له واستخدمها كحبل، وقام بتعليقها وشنق نفسه، بدون سبب واضح'.


وكان مسؤول أردني قال 'نجم الدين نقل سوريين، وصلا الأردن قبل أيام إلى تاجر سلاح، اشتريا منه أسلحة في عمان'.


وبحسب المسؤول فإن 'السوريين كانا تحت المراقبة من قبل الجهات الأمنية، وتم توقيفهما مع نجم'.


إلى ذلك، قال النائب عن لواء الرمثا أحمد الشقران إن الهدوء عاد تدريجيا الى لواء الرمثا بعد أن شهد عملية احتجاج وصفها بـ'الواسعة'، مشيرا إلى أن الشارع الرئيسي في اللواء ما يزال مغلقا بالحجارة.


وأوضح 'أن رئيس الوزراء عون الخصاونة وعد بمعاقبة المتسببين بوفاة الشاب، في حال أثبتت لجنة التحقيق التي شكلها بظروف الوفاة، أنه تعرض للتعذيب أثناء اعتقاله'.


وطالب الشقران الحكومة بأن يتم تشكيل لجنة أطباء شرعيين محايدين، يختارهم ذوو المتوفي للوقوف على الأسباب الحقيقة للوفاة، مؤكدا أن الحكومة وافقت على هذا الطلب.


واوضح أن الأجواء في لواء الرمثا ما تزال محتقنة، بانتظار نتائج لجنة التحقيق، مشيرا إلى أنه تم تشكيل وفد من مختلف عشائر لواء الرمثا، للتضامن مع أهل المتوفى.


وأكد الشقران أن مطالب أهالي الرمثا تتمثل بالكشف عن السبب الحقيقي وراء وفاة الشاب، ومعاقبة المسؤولين عن الحادثة، قانونيا وعشائريا.


إلى ذلك، استنكرت تنسيقية أحرار الشمال وفاة الشاب، معلنة تضامنها التام مع أقارب الفقيد وأهله، واستعدادها لدعمهم.


الغد

0 التعليقات

Write Down Your Responses