لشيخ حمد يسجل سابقة خليجية ويتنحى



الصياد نيوز - يفتح انتقال السلطة في قطر؛ من أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى نجله ولي العهد الشيخ تميم، الباب واسعا امام التكهنات والتوقعات لمدارات السياسة القطرية الخارجية،
سيما وانها في الأعوام الأخيرة لعبت دورا أساسيا في المشهد السياسي الاقليمي لعدد من القضايا الهامة للمنطقة.
وفيما تعتبر ازمة سورية الآن؛ اهم حدث اقليمي، ان لم يكن عالميا، فإنها ومنذ خيوطها الاولى ارتبطت بقطر وعلى نحو مباشر، لذا يتساءل مراقبون عما سيضطلع به الشيخ تميم بصددها، وهل سيستمر على طريق والده في سياساته الخارجية؟
واذ تؤثر الأزمة السورية بتداعياتها وبتباين وجهات النظر حولها، على علاقات الدول العربية ببعضها، وصف دبلوماسي اردني ان العلاقات الأردنية القطرية، ربما شابها "عدم اتفاق وليس خلافا"، حول امور معينة بخصوص الأزمة السورية، لكنه اعتبر ان الدبلوماسية الأردنية، ستتغلب على ذلك، وتحوله مع الوقت الى فعل ايجابي.
ويتوقع مراقبون ان الشيخ تميم؛ البالغ من العمر 33 عاما، "سيحدث تغييرا جذريا في سياسة بلاده الداخلية، أكثر من إحداثه تغييرات في السياسة الخارجية، وتحديدا الاقليمية".
وحول السياسات القطرية الخارجية وعلاقتها مع الأردن، تحدث لـ"الغد" دبلوماسيون أردنيون، طلبوا عدم ذكر اسمائهم، اذ اشار احدهم (عمل في قطر سابقا)، ويعرف الأطراف المعنية بعملية الانتقال المحتملة للسلطة في هذا البلد الخليجي، الذي يعد ثالث اغنى دول العالم بالغاز الطبيعي، "ان التغيير في قطر، لن ينطوي على تحول كبير في السياسة الخارجية تجاه ما يحدث في الاقليم".
كما توقع ان هذا التغيير "سيكون سلسا"، لأن "الشيخ تميم نشأ في كنف والده، وتعلم في مدرسته، وان والده اختاره لانه توسم فيه القدرة على القيادة، والابن سر ابيه".
اما بالنسبة لسورية، فـ"لا تغيير دراماتيكيا في مواقف قطر تجاهها، على الأقل في العام الأول لتولي الشيخ تميم الحكم، اذ سيكون استمرارا لنهج والده، وبعد ذلك قد يخلق الابن شخصيته المستقلة".
وحول السياسة الداخلية في قطر؛ اعتبر دبلوماسي أردني ان ولي عهدها "سيولي اهتماما للأوضاع الداخلية التي توصف من قبل البعض، بأنها بيئة منفتحة بالنظر الى الطبيعة القطرية المحافظة، وقد يعمد الابن للتخفيف من هذا الانفتاح، لأن اوضاع المنطقة تفرض على كل دولة، ان تعرف الى اين تسير".
أما بشأن صندوق قطر الاستثماري؛ الذي يعد من اهم صناديق الاستثمار في العالم، فبالتأكيد سيكون توجيه استثماراته مرتبطا بالسياسة القطرية ايضا.
ووصف الدبلوماسيون؛ العلاقات الأردنية القطرية، بأنها تسير على "الوتيرة نفسها والنهج ذاته؛ منذ عامين او ثلاثة، كما اننا لا نستطيع ان نصف العلاقات الثنائية الاقتصادية بانها في اوجها، ولكن المهم انه لا يوجد فيها استفزازات". 
وحلّ الشيخ تميم في منصب ولي العهد العام 2003، بعد تنازل شقيقه الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني عن المنصب، وهو متزوج من العنود بنت مانع الهاجري، ابنة السفير القطري السابق في الأردن. 
وكان الشيخ تميم، زار الأردن مطلع العام الماضي، رافقه خلالها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، والتقى حينها بجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامير الحسين بن عبدالله الثاني.
وعدت تلك الزيارة وفق وصف مراقبين لها في حينه، بأنها بمثابة "اعادة لصياغة العلاقة بين حماس والمملكة بوساطة قطرية".
دبلوماسي أردني آخر، وصف العلاقات الأردنية القطرية بالجيدة والطيبة، ولم يتوقع ان يطرأ أي تغيير عليها، في حال انتقلت السلطة للشيخ تميم، لكنه لفت الى ان الأمر قد يعتمد على "الأمير الجديد والشخوص الذين سيكونون في مواقع المسؤولية والمحيطين به".
واشار الى ان الأردن دائما، كان لديه حرص على العلاقات الأردنية القطرية ودفعها للأمام وتوثيقها وتعزيزها، كما ان هناك جالية اردنية كبيرة في قطر.
وبخصوص القضايا المتعلقة بما يجري في الاقليم من احداث وتداعيات، توقع انها تستدعي بذل الجهود والتشاور والتنسيق، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، للخروج من ازمات تشهدها بعض الدول.
وضمن ما اعتبره مراقبون، متعلقا بانتقال السلطة؛ شهدت الدوحة  السبت الماضي، زيارات لكل من: وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إذ أجريا لقاءات مع الأمير القطري ومسؤولين قطريين.
داخليا ايضا؛ وفيما تعد قطر والسعودية لم تقدما على تنظيم انتخابات برلمانية كاملة او جزئية في منطقة الخليج العربي، فان الشيخ حمد كان أعلن قبل عامين، عن اجراء انتخابات لمجلس الشورى في النصف الثاني من العام 2013، في دولة يبلغ عدد سكانها حوالى 1.9 مليون نسمة؛ غالبيتهم وافدون.
ووصفت صحف اجنبية خطوة تنازل الأمير حمد (61 عاما) عن السلطة لابنه بانها "أمر نادر جدا في دول الخليج، أن يتنازل حاكم لابنه وهو على قيد الحياة"، في وقت كان تولى فيه الشيخ حمد الحكم، اثر انقلاب سلمي على والده العام 1995.
وبالعودة للعلاقات الثنائية القطرية الأردنية؛ اعتبر احد الدبلوماسيين ان العلاقات بين البلدين، يجب ان تكون جيدة، فعلى الرغم من "عدم وجود صلة جغرافية بينهما، لكن لنا علاقات بناءة مع دول الخليج، وقطر جزء من مجلس التعاون الخليجي".
واشار الى وجود خلافات داخلية بين دول الخليج نفسها، بسبب طموحات خاصة بكل دولة، ونحن في "الأردن لا علاقة لنا بذلك.. ما يسعنا قوله بخصوص الأخبار التي تتحدث عن تغيير في السلطة في قطر، هو اننا ننتظر ونتمنى ان تكون الامارة، دائما مستقرة لصالح شعبها اولا، ولصالح دول الخليج والأمة العربية".
وبالنسبة للأردن؛ فمن المؤكد انه ليس سهلا قبوله بكل سياسة تضعها كل دولة خليجية على حدة، كما ان الأردن يحاول الحفاظ على امنه وامن شعبه، والقيام بواجبه تجاه الأشقاء السوريين ما امكن، وهو لا يقبل بشروط لقيامه بهذا الدور.
وأشار الى أن "المعارضة السورية مقسمة؛ لكنها حتى لو انتصرت فستحدث انقسامات في المجتمع السوري، قد تصل الى حرب وتقسيم للدولة".
من هنا وبحسب الدبلوماسي؛ فإن "الأردن لا يريد ان يكون جزءا من هذا، بل يسعى لان يحافظ على حياده، لأن تأثير نتائج مدارات الاحداث حولنا سيكون مباشرا علينا".

0 التعليقات

Write Down Your Responses