الرحلات النسائية: ترفيه عن النفس وتعزيز للعلاقات


الصياد نيوز - متعة الترفيه عن النفس تشعر بها الخمسينية أم جواد، عند ذهابها مع صديقاتها في رحلة نسائية، ملقية وراء ظهرها هم البيت والأولاد والطبيخ.

في فصل الصيف من كل عام تذهب أم جواد برفقة صديقاتها، في رحلة إلى أماكن سياحية مختلفة في المملكة، إضافة إلى أماكن علاجية يمضين فيها وقتا ممتعا.
وتشاركها في تلك الرحلة الخمسينية أم أحمد التي تواظب هي الأخرى على الذهاب في الرحلات التي تنظم في فصل الصيف، مستغلة الفرصة لقضاء بعض الوقت بعيدا عن البيت والأولاد، وبرفقة صديقاتها اللواتي لا تراهن إلا مرة واحدة في العام، خلال الرحلة.
وتصف أم أحمد السعادة التي تشعر بها في هذه الرحلة، خصوصا وأنها تقضي وصديقاتها الوقت كله في الضحك والمزاح وتبادل الطعام. "يمر اليوم بنا في الرحلة وكأنه بضع ساعات"، مبينة أن مثل هذه الرحلات تطيل العمر وتريح البال.
الأربعينية أم حازم، التي تمضي طوال يومها بين ترتيب البيت والطبخ، والاهتمام بأبنائها، تجد في هذه الرحلات متنفسا، ومهربا من جميع الالتزامات العائلية، حيث تعتبر ذهابها في الرحلة هروبا من الروتين اليومي الذي يضفى الملل على حياتها. 
العشرينية منتهى السيد، التي تذهب برفقة والدتها الستينية في هذه الرحلة، لتبقى بقربها، تصف الفرحة العارمة، والبسمة التي لا تفارق وجه والدتها طوال يوم الرحلة، منوهة إلى أن هذا النوع من الرحلات، بعيدا عن الأهل والأبناء، وكل ما يمكنه أن يذكرها بالمشاكل الأسرية، يعتبر أمرا في غاية الروعة.
"على الرغم من فارق العمر بيني وبين السيدات في الرحلة إلا أنني أستمتع معهن كثيرا"، موضحة أن من المفيد أن تعطي المرأة بعض الوقت لنفسها.
الخمسينية نورا الهويدي، المسؤولة عن تنظيم هذه الرحلات، تلفت إلى أهمية مثل هذه الرحلات في تغيير الجو لربات البيوت تحديدا، اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في الأعمال المنزلية، لافتة إلى أنها في كل مرة تحاول أن تختار مكانا يمتاز بطبيعته الخلابة.
"أحاول دائما أن أختار المكان الذي يمكّن النساء من أخذ راحتهن والترويح عن أنفسهن"، مشيرة إلى أن السيدات في العادة يفضلن أماكن المياه الساخنة، والمناطق الحرجية بشكل عام.
ولا يقتصر الأمر، وفق الهويدي، على تنظيم الرحلات اليومية فحسب، بل تقوم بين الحين والآخر بتنظيم رحلات إلى البتراء، ووادي رم، والعقبة، تستمر يومين، وفي بعض الأحيان يتم تنظيم رحلة إلى الدول القريبة، خصوصا مع العروض المغرية التي تقدمها شركات السياحة.
الستيني أبوعلي يجد أن مثل هذه الرحلات ترفه عن الزوجة وتمنحها بعض الوقت لتفرح، بعيدا عن المنزل وأعبائه، واصفا الفرحة التي تغمر زوجته وهي تصف اللحظات التي قضتها برفقة صديقاتها في الرحلة.
ويضيف "أرى الفرحة تتطاير من عينيها وهي توضب حقيبتها"، لافتا إلى المتعة الكبيرة التي تشعر بها زوجته وهي تحضر الإفطار والغداء اللذين تود أن تأخذهما معها إلى الرحلة.
يقول "عند انتهاء الرحلة تعود بنفسية مرتاحة جدا"، مشيرا إلى أنها وبعد نهاية كل رحلة تعود مبتسمة قائلة "هذا يوم من العمر".
من جهته ينظر اختصاصي علم الاجتماع الأسري في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي، إلى مثل هذه الرحلات، نظرة إيجابية، حيث تعمل على تعزيز العلاقات الإنسانية، وتقوي الروابط الاجتماعية.
وتمكّن هذه الرحلات، بحسب الخزاعي، النساء، من إقامة علاقات اجتماعية جديدة، خارج الإطار الأسري، لافتا إلى أن الروابط العائلية محدودة ومنغلقة.
"تكسر هذه الرحلات الروتين اليومي للمرأة"، فهي تحتاج دائما إلى الخروج من هذا الروتين، والملل الذي تفرضه عليها طبيعة حياتها اليومية، وإلى إضفاء بعض التغيير على حياتها.
ويضيف أن إقامتها لعلاقات جديدة، وتعرّفها على ناس جدد، يفيدها في التعرف على قضايا مجتمعية جديدة، كما يساعدها على الاستفادة من تجارب الآخرين.
ومن جانب آخر يلفت الخزاعي إلى أثر هذه الرحلات على العلاقات الزوجية، حيث تقوي الروابط والعلاقات الأسرية، وتكسر الروتين الزوجي، وتحقق رباطا زوجيا قويا، سيما أن النساء يعدن إلى منازلهن بنفسية أفضل للبيت.
ويمنح الذهاب في هذه الرحلات الأم، التخلص من أجواء الجمود، ويضفي نكهة من التغيير والحيوية على حياتها التي تنعكس وبشكل مباشر على علاقتها بزوجها وأولادها.
وعن الجانب النفسي يجد اختصاصي علم النفس الدكتور عماد الزغول، أن طبيعة الثقافة التي يعيشها المجتمع الأردني، وإن اختلفت بين المدينة والقرية، جعلت النساء يمضين معظم أوقاتهن بين العمل ومتطلبات المنزل، لافتا إلى أن تنظيم مثل هذه الرحلات يؤثر بشكل إيجابي على نفسية المرأة، ويعزز الجانب النفسي لديها، سيما أنها تقضي معظم وقتها بين هموم البيت، الأولاد والعمل. 
ويضيف "الرحلات النسائية تجعل المرأة أكثر مرحا وإقبالا على الحياة"، خصوصا أن مثل هذه الرحلات تعطيها مساحة للانطلاق والتحرر من مشاكل البيت ومسؤولياته.
هذا فضلا عن شعور المرأة بأن هذا الوقت التي تمضيه في الرحلة مخصص لها فقط، وذلك يعود بأثر إيجابي على نفسيتها، كما تشعر بالفرحة والانبساط عندما تجد زوجها وأبناءها يحفّزونها على الذهاب في هذه الرحلة، فتعود أكثر إقبالا واشتياقا للمنزل والأولاد

0 التعليقات

Write Down Your Responses