"البسمة للتربية الخاصة": مركز يعلم ذوي الإعاقة المهارات الحياتية



الصيادنيوز - على الرغم من محدودية إمكانات مركز "البسمة للتربية الخاصة"، في بلدة عيرا في البلقاء، إلا أن الإنجازات تتحدث عن نفسها، بفضل تكاتف الجهود بين القائمين على المركز الذي يخدم ذوي الإعاقة
في منطقة يزيد عدد سكانها على 25 ألف نسمة.
دراسة الحالات التي قامت بإعدادها جمعية "عيرا" الخيرية، التي يتبع لها المركز، أظهرت وجود حوالي 62 حالة إعاقة متعددة، ما بين حركية وسمعيّة ودماغية.
هذه الدراسة حفزت القائمين عليها فكرة إنشاء المركز، كون أن شريحة كبيرة من سكان المنطقة يفتقرون لجهة تهتم بذوي الإعاقة وقادرة على تقديم الخدمات لهم، وسط غياب ثقافة مجتمعية حول حقوق ذوي الإعاقة وإعطائهم ما يستحقونه من اهتمام.
المستشار الفني للمركز الدكتور حمزة العوامرة، يرى أن الطفل المعاق هو طفل في حاجة إلى رعاية خاصة، وظهور حالة الإعاقة لديه تتطلب دعماً وعناية مضاعفة. وهذا واجب على المجتمع والجهات المختصة. ونظراً لافتقار المنطقة لمركز عناية خاصة، عملت جمعية عيرا الخيرية، وبدعم من بعض الجهات والأشخاص، على بناء مركز البسمة ليكون الملاذ الوحيد لأطفال يعانون من إعاقات مختلفة، وكانوا لفترة زمنية "حبيسي البيوت" لِبُعدهم عن مراكز متخصصة تقدم لهم ما يحتاجونه من خدمات.
لم يكن من السهل على القائمين على المشروع البدء فيه، إذ يؤكد العوامرة أن المشروع كان بحاجة لدعم معنوي ومادي في الوقت ذاته، إذ إن الحديث مع الأهالي وإقناعهم بتنسيب أبنائهم إلى مراكز الإعاقة كان بحاجة إلى بعض الوقت، كما أن المردود المادي للجمعية متواضع نسبياً، ولا يفي بالحاجة التي يتطلبها بناء المركز.
رسالة المركز ورؤيته اختزلها العوامرة في قوله إنّه يهدف إلى "تقديم خدمات متميزة لذوي الإعاقة، وتبني مبادرات تخدمهم، بالتخطيط السليم والعمل المنظم، وبناء الشراكات مع الجهات المعنية". ويطمح العاملون فيه إلى أن يصل إلى مستوى "رائد يتمتع بالاستقلالية، وينمي قدرات العاملين فيه إلى أقصى الدرجات الممكنة".
يعتني المركز بسبعةَ عشر طفلاً يعانون من حالات إعاقة، ما بين إعاقات عقلية بسيطة، ومتوسطة، وحالات توحد مترافقة مع الإعاقة العقلية. وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال ما بين 4 - 17 عاماً، بدوام نهاري فقط، ويتم نقلهم للمركز بحافلة "مستأجرة"، إذ يعاني المركز من بعض النواقص، مثل حافلة مهيأة لنقل الطلاب ذوي الإعاقة، ومن بعض مستلزمات التأهيل التي تتطلبها مراكز العناية بالمعاقين.
وأكد العوامرة أن المعلمات المؤهلات للعمل في المركز يحرصن على تعليم الأطفال أبرز المهارات الحياتية اليومية، حيث يعاملن كل طالب بحسب قدرته، مشيرا في هذا الصدد إلى أن افتقار المنطقة لمركز تأهيل ذوي الإعاقة لفترة زمنية طويلة، كان سبباً في تدني مستوى المهارات التي تساعد الأطفال على تجاوز مرحلة الإعاقة.
وتسعى جمعية "عيرا" الخيرية إلى العمل على توسعة المركز، وتزويده بغرف خاصة تضم أدوات تعليم مهارات مهنية وتعليمية جديدة للطلاب، إذ تؤكد المديرة الإدارية في الجمعية، شهلا الزيادات، أن عددا من طلاب المركز لديهم قدرات ذهنية متميزة، ومتقدمة، يمكن تنشيطها وتهيئتها، من خلال تعليمهم مهارات جديدة. ومن هنا يطمح المركز إلى الحصول على مزيد من الدعم من قبل الجهات المختصة، والمتبرعين.
ووفق العوامرة، فإن المركز يتقاضى من ذوي المعاقين مبالغ رمزية تُدفع شهرياً كرسوم، إلا أن ما يتقاضاه المركز لا يغطي سوى 35 % من احتياجات الطالب، وبالتالي فإن الجمعية تسعى جاهدة من أجل توفير كل ما يحتاجه الطلاب من دعم ومساندة.
ويضيف العوامرة أن المركز يأمل في أن يقدم في القريب العاجل العلاج والمساعدة لحالات الإعاقة الشديدة، إلا أن ذلك لا يمكن إلا من خلال "توفير أجهزة خاصة تُمكن الطاقم العامل من تحقيق هذا الغاية". ولذلك فهو بحاجة إلى توفير مصدر مالي كاف، ومزيد من التبرعات.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز يقدم كذلك خدمات إضافية إلى الطلاب غير المنتسبين إليه، حيث يستقبل المركز ذوي الإعاقة السمعية، يوماً في الأسبوع، من أجل تدريبهم على مهارات النطق، كونهم يدرسون في المدارس النظامية، ويواجهون صعوبة في تلقي المعلومات، ولذلك ارتأى المركز التعاون مع مدربة نطق والتنسيق معها لتدريب هؤلاء المعاقين.
وفي السياق ذاته تؤكد الزيادات، أن المركز قام بخطوات تعاونية بين أمهات الأطفال والمركز، من أجل التنسيق لتدريب المعوقين على نشاطات لا منهجية لدمج المعاقين في المجتمع المحلي، وإخراجهم من الأجواء الانعزالية التي يعانون منها".
وترى الزيادات أن التواصل مع الأهالي والتعرف على طبيعة الأوضاع التي يعيشها الطفل المعاق، يساعدان كثيراً في دعمه، ومعالجته من بعض السلوكيات السلبية، وهو ما تم تحقيقه بالفعل مع بعض الطلاب، وقد تم انتخاب إحدى الأمهات لتكون المتحدثة باسم الأهالي، من أجل التشاور والتواصل وتقديم الاقتراحات التي تسعى إلى تأهيل ذوي الإعاقة لكي يصبحوا أفرادا منتجين، بدلاً من أن يظلوا عالة على المجتمع والأهل.
ويشار إلى أن المركز بدأ باستقبال الطلاب منذ بداية العام الدراسي الحالي، ويسعى في القريب العاجل لأن يوفر خدمة العلاج الطبيعي لذوي الإعاقة الحركية. وهو تابع لجمعية عيرا الخيرية التي تأسست في العام 1987، وهي جمعية متعددة الأغراض، تعمل في محافظة البلقاء، وتعلم على تنفيذ برامج خدمية، موجهه للأطفال والسيدات، وكبار السن، وكل من يحتاج على المساعدة من أهالي المحافظة.

, , , ,

0 التعليقات

Write Down Your Responses