طلبة جامعة الحسين يحتجون على استمرار تعطل الدراسة



الصياد - نيوز - تحول أوضاع التوتر التي تسود محافظة معان اثر تداعيات احداث جامعة الحسين، دون استئناف العملية التدريسية بالجامعة والمتوقفة منذ قرابة 3 اسابيع،
في الوقت الذي تزداد فيه حدة الاعتصامات المطالبة بعودة الطلبة لمقاعدهم الدراسية، وسط تهديد باقتحام الجامعة حال استمر تعليق الدراسة.
غير أن قرار استئناف الدراسة تشوبه مخاوف من وقوع صدامات بين طلاب ابناء العشائر اطراف النزاع، لاسيما أن التحقيقات الأمنية لم تكشف حتى الآن عن مرتكبي الاحداث التي اسفرت عن قتل 4 واصابة 24 آخرين.
وما يعزز هذا التوجه، تصريحات وزير الداخلية حسين المجالي الاخيرة والتي جاءت ردا على اسئلة نيابية بخصوص عودة الدوام للجامعة، أكد خلالها "ان الحكومة لن تغامر بالتسبب في أذى اي طالب جامعي او موظف اداري او اي استاذ"، مضيفا أن "حياة الطالب والأكاديميين والعاملين وكل من يقطن محافظة معان أهم من أي موضوع آخر لدى الحكومة"، الامر الذي اثار حفيظة المطالبين بعودة الدوام بأسرع وقت حتى وصل بهم الى المطالبة بإقالة المجالي.
ومن الجدير ذكره، انه ورغم مضي اكثر من ثلاثة اسابيع على وقوع الاحداث، إلا ان المحافظة ما تزال تشهد حالة من القلق يعمقها حدوث احتجاجات بين الحين والآخر على الطريق الصحراوي يتخلل البعض منها اغلاق للطريق.
فقد شهد الطريق الصحراوي عند منطقة حسينية معان مساء السبت الماضي احتجاجا من قبل أبناء قبيلة الحويطات، دون أي إغلاق أو تعد على المارة، طالبوا خلاله وزير التعليم العالي باستمرار تعليق دوام طلبة الجامعة، بهدف ضمان سلامة ابنائهم من قبيلة الحويطات، لحين إنهاء أعمال التحقيق والكشف عن المتسببين بأحداث الجامعة.
في موازاة ذلك، واصل أمس، طلبة من جامعة الحسين وموظفون بمشاركة عدد من الفاعليات الشعبية والحراك الشعبي بمدينة معان اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي، داخل محيط مبنى المحافظة، احتجاجا على استمرار تعليق الدراسة وتعطيل الدوام في الجامعة.
وطوقت قوات من الدرك مبنى المحافظة الرئيس، وحالت دون دخول المعتصمين إلى داخل مكاتب المحافظة أو الوصول الى البوابة الرئيسة لمدخل المبنى.
ويؤكد المعتصمون استمرار احتجاجهم الذي قالوا إنه مفتوح، مهددين في الوقت ذاته باقتحام مبنى الجامعة في حالة عدم الإعلان عن بدء الدراسة.
وطالبوا بحماية الطريق الصحراوي الدولي الذي يتعرض بين الفينة والأخرى إلى الاعتداءات على مركبات المواطنين المارة برشقها بالحجارة، وإنهاء مختلف أشكال النزاعات العشائرية التي تحول دون استمرار المسيرة التعليمية والأكاديمية في الجامعة.
 وأكد المحتجون أن جامعة الحسين هي جامعة وطن ليس لفئة معينة أو تابعة إلى منطقة بحد ذاتها، مطالبين بإنهاء تعليق دوام فيها، لما ألحقه ذلك ضرر بالمصلحة العامة، إضافة الى تعطيل الحياة العامة لكافة ابناء المحافظة.
وحمل المشاركون مسؤولية استمرار التوتر واغلاق الطرق الى أجهزة الحكومة، مطالبين بإنهاء الخلاف وكشف الجناة المتسببين بأحداث الجامعة، مشيرين إلى ما أسموه بـ"أيد خفية" تعبث وتلعب دورا رئيسا في إشاعة الفتنة، وعدم تهدئة الأوضاع وتسعى لضرب العشائر الأردنية ببعضها البعض.
وتخلل الاعتصام خروج المحتجين بمسيرة وصفت بـ"الحاشدة" جابت شوارع المدينة، بمشاركة عدد من سائقي المركبات تطالب بالتدخل الفوري ومنع أي اغلاق للطريق الصحراوي.   وكان شيوخ ووجهاء مدينة معان بمشاركة فاعليات شبابية ومؤسسات مجتمع مدني عقدوا مهرجانا خطابيا مساء أول من أمس في مدينة الحجاج، من أجل مناقشة وتدارس موضوع استئناف الدراسة في الجامعة. وبحث المشاركون تداعيات أحداث جامعة الحسين التي ماتزال تلقي بظلالها السلبية على أجواء المحافظة من حيث التوتر والاحتقان بين أبناء المنطقتين، مؤكدين أن ما يجري من ممارسات سلبية على طريق الصحراوي في بلدة الحسينية من خلال اعتراض للحافلات التي تقل طلبة الجامعة، ومنعهم من الالتحاق بجامعتهم هو عمل غير مسبوق.
 وأصدرت هذه الفاعليات بيانا أكدت فيه على "مطالبة رئاسة جامعة الحسين الإعلان فورا عن بدء الدوام ومناشدة الطلبة الالتحاق بدوامهم ومواصلة دراستهم".
وحمل البيان "الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية وقوع مثل هذه الأحداث وتداعياتها والتي كشفت ما اعتبره البيان "العجز الحكومي" عن القيام بما يمليه عليها الواجب من حفظ للأمن وسيادة للقانون".   وطالب البيان "بالإسراع في الكشف عن ملابسات الأحداث الدامية التي وقعت في الجامعة والتعرف على الجناة وإصدار الأحكام العادلة بحقهم"، مناشدا "المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن بضرورة أخذ دورهم الحقيقي في الدفاع عن أبناء مدينة معان الموقوفين على ذمة التحقيق للكف عن ممارسة كافة أساليب القمع والعنف والتعذيب بحقهم أثناء التحقيق معهم".
 إلى ذلك، أكد مصدر أمني في مديرية شرطة معان ان الاجهزة الأمنية في منطقة الحسينية على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي حالات اغلاق، موضحا انها لم تتسلم اي شكوى او معلومة من الدوريات المنتشرة على الطريق الصحراوي بوجود اي عائق لحركة السير والركاب، مؤكدا ان الطريق الدولي لم يتم الاعتداء عليه ولا توجد اي اغلاقات او نقاط تمنع مستخدمي الطريق من السير عليه.

0 التعليقات

Write Down Your Responses