اجتماع قوى عالمية وزعماء ليبيا الجدد لرسم خارطة طريق لإعادة الإعمار





 
اجتماع قوى عالمية
  


   الصياد-نيوز
- اجتمع زعماء المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي أطاح بالزعيم المخلوع معمر القذافي مع زعماء العالم يوم الخميس لوضع خطة لإعادة إعمار البلاد بعد 42 عاما من اليوم الذي قاد فيه القذافي انقلابا استولى بعده على السلطة في البلاد.
واستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اللذان أثمرت مغامرتهما بقيادة التدخل الغربي في ليبيا هذا الاسبوع بالاطاحة بالقذافي من السلطة زعماء المجلس الوطني الانتقالي لمباحثات مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وزعماء أوروبيين وعرب وأفارقة ورؤساء حلف شمال الاطلسي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
ويتركز جدول أعمال الاجتماع الذي يستغرق ثلاث ساعات على إعادة البناء السياسي والاقتصادي وترغب القوى الغربية في
تجنب الاخطاء التي ارتكبت في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لكن المحادثات التي تجرى على الهامش ربما تكشف الصراع المبكر على فرص مجزية في اصلاح وتوسيع قطاع النفط بالاضافة الى المرافق العامة والبنية الاساسية.
ويتيح مؤتمر "أصدقاء ليبيا" للمجلس الوطني الانتقالي أول منبر عالمي لمخاطبة المجتمع الدولي بعد اسبوع من سيطرة قواته على العاصمة الليبية وطرد القذافي من مقره.
وسيفتتح عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي المحادثات بعرض خارطة الطريق للمجلس والتي تشمل وضع دستور جديد واجراء انتخابات خلال 18 شهرا وسبل تجنب عمليات الانتقام. وسيلقي لاحقا كلمة في مؤتمر صحفي مسائي مشترك مع ساركوزي وكاميرون.
وقال كاميرون لشبكة تلفزيون سي.ان.ان قبيل بدء المباحثات "هذا لا يتم اسقاطه من طائرة لحلف شمال الاطلسي لكنه شيء يحققه الشعب الليبي. انها ثورته وهو التغيير الذي يريده."
وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه ان الاولوية للمساعدة في تلبية الاحتياجات الانسانية واعادة خدمات المياه والكهرباء والوقود لكن فرصا استثمارية تلوح في الافق في مرحلة ثانية.
وقال جوبيه لاذاعة ار.تي.ال "تعلمون ان هذه العملية في ليبيا باهظة التكاليف. وهي أيضا استثمار في المستقبل لان ليبيا الديمقراطية ستكون بلدا يسير على طريق التنمية ويتيح الاستقرار والامن والتنمية في المنطقة."
وترك القذافي ليبيا التي تضم احتياطيات كبيرة من النفط الخام تعاني من نقص شديد في التنمية. وكان القذافي قد أطاح بالملك ادريس السنوسي في الاول من سبتمبر عام 1969 .
ورغبة من المجلس الوطني الانتقالي في تلبية الاحتياجات الفورية للسكان من المتوقع أن يطالب بالحصول سريعا على مليارات الدولارات من الاصول الليبية المجمدة في الخارج بعد فرض عقوبات من الامم المتحدة.
وحصلت الولايات المتحدة وبريطانيا على اذن من الامم المتحدة لتفرج كل منهما عن 1.5 مليار دولار من الاموال الليبية المجمدة وحصلت فرنسا على موافقة للافراج عن 1.5 مليار يورو (2.16 مليار دولار) من اجمالي 6ر 7 مليار يورو.
وقال وليام هيج وزير خارجية بريطانيا يوم الخميس انه يسعى لتوثيق العلاقات التجارية بين ليبيا وأوربا وقال ان بريطانيا لن تضيع فرصتها في الحصول على نصيبها من العقود.
وأبلغ هيج الصحفيين في مقر اقامة السفير البريطاني في باريس قبل بدء المؤتمر "نريد أن تكون لليبيا وفي حقيقة الامر كل دول شمال افريقيا علاقات تجارية واقتصادية وثيقة مع أوروبا كلها."
وردا على سؤال بشان التنافس بين الشركات الفرنسية والايطالية للفوز بموطيء قدم قبل أن تقدم بريطانيا على الدخول في عملية اعمار ليبيا قال هيج "ونحن لن نتأخر".
والى جانب المستقبل الكبير للتنقيب عن النفط فان نهاية الصراع الذي استمر ستة أشهر يفتح فرصا كبيرة لشركات البنية الاساسية واعادة الاعمار والكهرباء والاتصالات والمياه والسياحة والتي ترغب في تحدي الوضع المميز الذي تمتعت به شركات ايطالية خلال حكم القذافي الطويل.
وقال رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلت للصحفيين "هذا بلد لديه امكانيات الثراء. انهم يملكون النفط. ولديهم الموارد المجمدة في شتى انحاء العالم. واذا توصلنا الى سبيل للانتقال الى ليبيا ديمقراطية تتمع بحكم افضل فانها ستصبح حقا بلدا مزدهرا."
ووعد المجلس الوطني الانتقالي بمكافأة الدول التي قامت بدور رائد في دعم انتفاضته على القذافي. وفي حين ان باريس أرسلت ممثلي شركات لتقييم الوضع فان بريطانيا لا تعتزم ايفاد أي بعثات قبل انتهاء الصراع تماما.
ونشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا يقول ان المجلس الوطني الانتقالي وافق في خطاب في ابريل نيسان اطلعت عليه رويترز على اعطاء فرنسا الاولوية في الحصول على 35 في المئة من النفط الليبي مقابل مساندتها. لكن المجلس نفى صراحة التقرير وقال وزير الخارجية الفرنسي انه ليس لديه علم بخصوصه. وقالت مصادر فرنسية دبلوماسية ومصادر أخرى في قطاع النفط ان التقرير كاذب فيما يبدو.
وفي خطوة أخرى في احداث التحول في ليبيا اعترفت روسيا بالمجلس الانتقالي باعتباره السلطة المشروعة وقالت الجزائر التي تلكأت في هذه الخطوة انها ستعترف بالمجلس اذا شكل حكومة ذات قاعدة عريضة تمثل جميع مناطق ليبيا.
وفي حين ان محادثات يوم الخميس ليس من المفترض أن تثمر عن وعود تمويل لكن ربما تكون هناك وعود ببعض المساعدات أو القروض لاعانة المجلس الوطني الانتقالي الذي يستخدم الاموال التي تم الافراج عنها في وقت سابق في فرنسا لشراء القمح.
وذكرت مصادر في الاتحاد الاوروبي أن الاتحاد الذي أرسل نحو 150 مليون يورو من المساعدات الانسانية الى ليبيا يستعد لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي في مجال العدالة والشرطة والامن والتعليم والادارة المالية.
(شارك في التغطية كيث وير في لندن ولوك بيكر في بروكسل)
من جون ايريش وبرايان لاف

0 التعليقات

Write Down Your Responses