الموسيقار ملحم بركات.. سحر الشرق

الصياد نيوز
جاوز الموسيقار ملحم بركات الذي يلتقي جمهوره على المسرح الجنوبيفي 21 الجاري ضمن فعاليات مهرجان جرش عتبة المألوف و دخل عالم اللحن و الموسيقى الذي قلّ العباقرة الذين دخلوه ووقّعوا أسماءهم في سجلّه الذهبيّ. تميّز لحناً و أغنية فسكنهما، و سكناه فارساً مبدعا على تواضع، وموسيقارا مرهفا يحاكي باللحن أعمق المشاعر. تفرّد فغرّد، وعزف طربا و لحنا يشعرانك للوهلة الأولى أنّك في حضرة فنان لا يشبه أحدا، وقد يطول الزمان ليأتي من يشبهه.
في ألحانه يتجلّى سحر الشرق، وعلى نغماته وصوته المخترق حتى العظام تتراقص الأفئدة وتردّد عفويا معه حتى من المرّة الأولى أيّ عمل فنيّ يبدعه...وهنا سرّ عظمته. إنهّ بكلمة: خلاّق.

ولد ملحم بركات في بلدة كفرشيما- قضاء بعبدا- التي لمياه عينها أثر السحر في روح كلّ فنان، وترعرع في كنف عائلة كريمة متواضعة من أب وأم وأختين متميّزين بحب الفنّ والموسيقى والصوت الشجيّ. وألهمته سنديانة البيت الهرمة، فإذا هو مثلها سنديانة تتحدّى الصعاب في طريق العطاء والإبداع، وتبقى واقفة.
تلقّى علومه الأولى كتلميذ داخلي في دير مار مارون المعوشي. كان شقيّا وذكيا منذ صباه يهيم إحساسه وتحلّق مشاعره خارج جدران المدرسة ومقاعدها. فعالمه مغروس في شرايينه ينتظر اليوم الذي يتفجّر فيه أغنية ولحنا بعدما نجح في أول لحن وضعه وكان نشيدا لمدرشة البلدة التي تتلمذ فيها. وترك المدرسة باكرا ليركض وراء الحلم الذي يراوده، فإلتحق بالمعهد الوطني للموسيقى ليغذّي العبقرية الفطرية بأصول الغناء والعزف على آلة العود. عمل مع الأخوين الرحباني لوقت قصير إذ ثمّة شيء في داخله يوحي له بأنّه ما خلق ليكون مردّدا لسواه، فشقّ طريقه بعصاميّة فإذا بالأبواب تنفتح أمامه على مصراعيها في مشوار فنيّ طويل لحنا وأغنية ومسرحيات. وحسبنا أن نشير الى المطربات والمطربين الذي لحّن لهم من أمثال:
صباح، وديع الصافي، سميرة توفيق، مجدلى، فهد بلاّن، نصري شمس الدين، جورجيت صايغ، فريال كريم، هدى، رجا بدر، بسكال صقر، ماجدة الرومي، ماري سليمان، وليد توفيق، ربيع الخولي، غسان صليبا، داليدا رحمة، يوسف رحمة، أحمد دوغان، ميشلين خليفة، نينا و ريدا بطرس، زين العمر، سلوى القطريب، نور مهنا، وسام الأمير، نهاد سرور، فدوى عبيد، بسكال مشعلاني، زياد غصن، نادين أبي صعب، نجوى كرم، كارول صقر و شذى حسون.
إستحقّ الفنان ملحم بركات لقب «الموسيقار» بجدارة لمقدرته الصوتية وإبداعه في المقدّمات الموسيقية الغنائيّة.
أول عمل مسرحيّ قام ببطولته كان في مسرحية «الأميرة زمرّد» بالإشتراك مع الراحلة سلوى القطريب، وقد كانت الأغاني من ألحانه. ثمّ تلاها «الربيع السابع» مع الأخوين الرحباني، وصولاً الى مسرحية «ومشيت بطريقي».
أعمال السينمائية قليلة (فقام ببطولة فيلمين فقط) إذ ملأ التلحين والموسيقى والأغنية كامل وقته وهو متعلّق بفنّه حتى الجنون لأنّه لا يرتضيه ناقصا أو عاديا. وكإنسان هو يصادق كلّ الناس كبيرهم وصغيرهم. إنّه صاحب معشر لذيذ وجلسات ولا أحلى...هو رقيق القلب وعطوف.
أجمل هواياته، الجلوس في أحضان الطبيعة ليستمّد من ألحانها ما يلوّن نغماته، وإذا ضجّت عبقريّته سعى في أحضان هذه الطبيعة هاويا صيد الطيور والأسماك. صاحب مزاج عصبيّ لأن عالما آخر يسكنه ويوحي له بما لا نراه نحن.
أحيا عدّة حفلات على مسارح عربية وعالمية كفرنسا، أميركا، أستراليا، كندا، قرطاج، جرش، المغرب وسوريا وغيرها، فإكتسب صداقات متينة مع الكبار وإستحقّ عن جدارة تنويهاتهم وأوسمتهم التي باتت لا تحصى.
بإختصار، ملحم بركات موسيقار في الصخر إنحفر إسمه وليس على رمال شاطىء يمحيه الزبد.

0 التعليقات

Write Down Your Responses