راضي العوض: قلب شجاع يقهر الضباع في أوكارها

 الصياد-نيوز
هاجم الضباع في أوكارها من دون رهبة أو خوف، حتى لقب بصياد الضباع ومروضها، وسط حالات من الإعجاب المشوبة بالدهشة والذهول من جرأة هذا الرجل في اقتحام جحور الضباع، ومن ثم اقتيادها إلى الخارج وهي مكبلة باللجام الذي يضعه على فمها.
مروض الضباع هو راضي العوض الذي يقطن في مدينة كفرنجة بمحافظة عجلون، والذي بات علما في محافظات الشمال، خصوصا في عجلون والأغوار نتيجة مغامراته مع هذا الحيوان المفترس، والتي تحولت لاحقا إلى حرفة، ليصبح راضي العوض ملاذا للعديد من القاطنين في البراري والمدن في جميع أنحاء المملكة، والذين يعانون من الهجوم الدائم للضباع على أنعامهم، تلك الضباع التي تعيث فسادا في المنطقة التي تهاجمها من خلال افتراس الأغنام، والسطو على حظائر الدجاج من دون أن تجد من يردعها، مستكينة إلى الرعب الذي تدخله في قلوب السكان الذين لا يقوون على مواجهتها حتى لو امتلكوا السلاح.
ويلفت العوض الأنظار إليه بطريقة اصطياده للضباع وكيفية تعامله معها، سواء أكان داخل الوكر الذي يقتحمه أم عندما يقتادها إلى منزله بعد اصطيادها، ومن ثم وضعها في مكان مخصص لها في منزله، حيث يصل تعدادها في حظيرة منزله أحيانا إلى عشرة ضباع، ما يسبب له مشكلة من نوع آخر، تتمثل في كيفية تأمين الطعام لها، الأمر الذي يدفعه للقيام بجولة على أماكن "نتافات الدجاج" المنتشرة في مدينة كفرنجة وقرى محافظة عجلون لتأمين كمية كبيرة سرعان ما تلتهمها تلك الضباع المفترسة.
وتبدأ رحلة المواطن العجلوني المتمرس في هذه الحرفة الخطرة والمخيفة، بالتجول في الجبال لرصد أوكار الضباع من خلال تقصي الأثر، حيث يملك فراسة كبيرة في معرفة الوقت الذي وطأت فيه قدم الضبع أي مكان، ما يدفعه لرصد تلك المنطقة قبل أن يغامر في اقتحام الوكر أملا في الخروج بمراده. ينجح أحيانا في ضبط هذا الحيوان المفترس في وكره، وأحيانا أخرى يخرج خائبا بعد أن يكون الضبع قد غادر المكان.
ويؤكد العوض في لقاء مع "الغد"، أن لا مكان للخوف في قلبه من الضباع بعد أن خبرها، وعرف كيفية التعامل معها، خصوصا في أوكارها، كاشفا عن أن الضبع لا يجرؤ على مهاجمة الشخص الذي لا يخشاه، فيما ينقض دائما على الشخص الذي يشعر أنه يرتعد منه خوفا.
ويروي مروض الضباع كيفية اقتحام الوكر بالقول "قبل الانطلاق إلى أي رحلة صيد، يجب أن يكون اللجام حاضرا في يدي، وذلك لوضعه على فم الضبع عندما أدخل إلى وكره، ومن ثم اصطحابه إلى الخارج"، مبينا أن أسنان الضبع قادرة على قطع الحديد.
ويبين أنه عندما يشك بوجود ضبع في وكره، فإن أولى الخطوات تبدأ بتفحص المكان، ومن ثم البدء في اقتحامه من خلال الزحف أرضا، "كون باب الوكر صغيرا جدا، ولا يمكن للإنسان أن يقتحمه بغير تلك الوضعية".
ويقول إن الضبع في كثير من الأحيان يواجه صعوبة في الدخول من الباب، قبل أن يصل إلى المغارة التي يكون الضبع قد حفرها لنفسه في الداخل، والتي تتمثل بممر ضيق يصل في النهاية إلى ساحة صغيرة محدودة الارتفاع، ولا يستطيع الإنسان الوقوف فيها، كما لا يستطيع التحرك إلا في نطاق ضيق جدا.
ويواصل العوض رواية مغامراته المخيفة بالقول "عندما أدخل إلى الوكر، يقوم مساعديّ بإغلاقه بالحجارة، وذلك تحسبا لهروب الضبع، ولا يفتحان الباب إلا عندما انتهي من مهمتي وأقوم بالصراخ عليهما من داخل الوكر".
وحول ما يجري داخل الوكر يقول إن هذا يعتمد على ما في داخله، فـ"أحيانا تجد ضبعا واحدا صغيرا، وأحيانا تجد اثنين، وأحيانا أخرى تجد الأم وأولادها الثلاثة"، لافتا إلى أن "أنثى الضبع هي الأكثر خطورة".
ويضيف "في غالبية الأحيان عندما أضطر للجلوس، حيث يتفاجأ الضبع بوجودي، ويقوم بالدوران حولي لأكثر من 10 أو 20 مرة وهو يخرج أصواتا مخيفة، وغالبا ما يأتي هذا الحيوان المفترس بعد أن يتعب من الدوران ليجلس بجانبي ويضع رأسه على فخذي، حيث أقوم على الفور بتحريك أصابعي تحت فمه وعلى رقبته، قبل أن أقوم بعد وقت بوضع اللجام على فمه، ومن ثم إخراجه.
ويبين أنه يستفيد عادة من قوة الضبع في سحبه للخروج من الوكر عندما يمسك بذيله وهو يهم بالهروب من الوكر.
ويكشف العوض عن تلقيه بشكل دائم استغاثات من سكان في محافظة عجلون وفي الأغوار وفي مناطق مختلفة من المملكة، يعانون من سطو الضباع الدائم على أغنامهم، فيقوم بتلبية الاستغاثة وغالبا ما ينجح في تخليص هؤلاء السكان من شر هذا الحيوان المفترس.
ويتحدث "قاهر الضباع" عن مفاجأة تتمثل باتصالات يتلقاها من خارج الأردن، من أشخاص يؤمنون بقدرة الضبع من خلال أكل لحمه أو استخدام جلده ومكوناته في علاج الكثير من الأمراض المعروفة والمنتشرة، مشيرا إلى أن غالبية الزبائن عنده من بلد عربي شقيق يؤمن العديد من أبنائه بالسحر.
ويعتبر العوض أن "أكل لحم الضبع حلال شرعا"، مستشهدا بعدد من الفتاوى الدينية، ومستعرضا العديد من الأشخاص الذين اعتادوا على زيارته لشراء الضبع من أجل لحمه.

0 التعليقات

Write Down Your Responses