الرئيس معروف.. وتكرار البراءة


الصياد نيوز - نبارك للرئيس معروف البخيت توالي البراءات من كل ما كان فيه افتئات, لقد كنا واثقين من ذلك بحكم معرفتنا بتاريخ الرجل, وسلوكه الشخصي ونظرته للحكم وايمانه بالاردن وقيادته, فهو لم يثري على حساب البلاد ولم ينتفع من السلطة, ولم يسعى لتحقيق المغانم لعشيرته وجماعته, ولم يسعى لان يكون له ازلام ومحاسيب, ولم يكن في اجندته خصوم ويستهدفهم وكان اكثر زهداً من كثيرين عرفناهم ممن حولوا الحكومات الى صالونات شخصية وحولوا وظائف الدولة الى اعطيات.

خصوم الرئيس البخيت حاصروه في قضية الكازينو, وبالغوا في وصف الخسائر التي نتجت عنها, مع أنها قضية طوتها حكومته, عندما اكتشفت جوانب الخلل فيها ولكنها رمانة سياسية, والقلوب ملآنة بالشماتة, والترصد وهناك من يعتقد أن اسهل الطرق للصعود السياسي انزال الاخرين وتدميرهم او الاجهاز عليهم, وهذا ما جعل كل عهد يأتي وكأنه لعنة على ما سبقه, وكأن الانجاز لا يقوم الا بتقويض ما سبقه من انجاز.
اما قضية شاهين فكانت ملهاة واي ملهاة قضية سجين عرض رشوة لم تتم، وحصل على سمسرة لكنه ردها ثم سافر للعلاج باذن ثم عاد، وبدا وكأن اقدار الحكم ارتبطت بقضية شاهين ثم تبين ان قضيته مرتبطة بفساد النوايا السياسة اكثر مما هي مرتبطة بالفساد المادي، اي ليست ذات صلة وهذا ما تقوله البراءة.
ثم قيل ان للبخيت، دور في ملف الفوسفات وخرج الرجل على الملأ، في مؤتمر صحفي متلفز وعرض بالوثائق والحقائق، ان الدموع التي سفحت على ابواب البرلمان، كانت دموع الفرح لاعفاء من كفالة مالية ثقيلة، كان قد رفضها البخيت من قبل وان الفوسفات لها ابطالها، وليس من بينهم البخيت.
مشكلة البخيت الاساسية انه لم يأت من المطبخ السياسي الاردني التقليدي، فلا هو من الورثة في السياسة ولا من ابناء الزعامات التقليدية ولكنه واحد من ابناء الجنود والفلاحين، المكافحين، عسكري ابن عسكري تدرج في المراتب ولم يقفز فيها قفزا كما قفز غيره كل سنة برتبة، وعندما انهى العسكرية برتبة لواء بالكاد كان احد يعرفه، وحظي بفرصة تعليمية من الديوان الملكي لاكمال دراسته في الخارج، وعاد ليعمل مستشارا في مكتب الامير الحسن، وبرع في اعداد الدراسات الاستراتيجية، مما لفت النظر اليه, لم تكن له روافع ولا طبالات كان له جهد وبخت قاداه الى سدة الحكومة وأخذ عليه الاناة وكل قادم جديد لا بد ان يتأنى ولو اسرع لقالوا تسرع مشكلته انه كان شحيحا على اصحاب الاعطيات وعنيدا لم يقبل المقايضة على مصالح الدولة العليا ولو جامل الحركة الاسلامية على حساب ما يعتقده مصلحة عليا للاردن لاختلف الحال والتقييم عند البعض.
ومع انه يُكنّى بالبخيت إلا أن البخت خانه عندما تزامن عهده مع وجود بعض النافذين في مراكز القوى المهمة وفي مركزين مؤثرين في الدولة في آن معاً كانا يحدان من قدرته على الحركة سواء في وزارته الاولى او الثانية وتسبب احد هؤلاء في احداث عبث واضح ومتعمد في انتخابات عام 2007 حيث طغت اعتبارات سوغت لاسباب امنية وكان لها القول الفصل والغلبة على اجتهاد حكومته.
نحن لا ندافع عن الفساد اينما كان في الدولة، فالفساد بات يزكم الانوف وشواهده كثيرة، بل مع مطاردته اينما كان ولكن بالوقائع والقانون وبدون اغراض سياسية.
ولكننا ننصف رجلا أنصف بالبراءة ولا علاقة له بالانتفاع والفساد ولا ننفي وقوع اخطاء في عهده كان يمكن تجنبها فجميع الحكومات تصيب وتخطئ واسوأها تلك التي تخطئ متعمدة وهي تعرف حجم الخطأ والضرر الذي يترتب على سياساتها والبخيت لم يكن من هؤلاء، فالشرفاء قد يخطئون ولكنهم قطعا لا يتآمرون على الاخرين ولا على الوطن.
نبارك للرئيس معروف البخيت تكرار البراءة ونجاته مما تمناه له بعض من اساءوا الظن والتصرف، ونطالب ان يستهدف الفاسدون الحقيقيون الذين اثروا ثراء فاحشاً فجأة على حساب مصالح البلاد، بمثل هذه الحماسة والاصرار التي استهدف بها رجل دولة ثبتت براءته مرارا كالرئيس معروف البخيت حتى لا يكون الغرض السياسي عرضاً من أعراض الفساد في الدولة.

0 التعليقات

Write Down Your Responses