السلط: الحطب والجفت بدائل أقل كلفة للتدفئة رغم المحاذير الصحية


 
صورة

الصياد نيوز - تجد مدافئ الحطب رواجا لدى للعديد من المواطنين في قصبة السلط والمناطق التابعة لها،هذه الايام،بعد أن أصبحت بديلا لصوبات الغاز والكاز التقليدية،لكن إستخدام هذه الطريقة قد يلحق أضرارا بصحة المواطنين وحياتهم في أحايين أخرى،كما يتسبب بتلوث بيئي وإنبعاث الروائح الكريهة من خلال مداخنها،خصوصا في الاحياء السكنية المكتظة.
 ويقول أحد مستخدمي هذه الوسيلة، مشهور الكلوب،أن مدافئ الحطب أصبحت أكثر جدوى لتدفئة المنازل بسبب إرتفاع أسعار المشتقات النفطية المتواصل ،خصوصا لذوي الدخل المحدود ،كونها تمكّن مستخدميها من توفير السماد من خلال وضع المادة التي تنتج عن إحتراق الحطب الرماد على التربة .

 وتقول المواطنة سناء الحياري: قمت بإستبدال مدفأة الكاز بمدفأة حطب لأنها تعد آمنة أكثر إذا ما قورنت بالمدافئ الأخرى من مدافئ كاز وغاز وكهرباء بحيث يتم تصريف الدخان الذي ينتج عن حرق الحطب والجفت عبر مجرى معدني إلى خارج المنزل ،فضلاً عن التكلفة المنخفضة إلى حد ما لمادة الجفت والحطب.
ويقول المواطن عبد الرحمن أبو رمان وهو أب لسبعة أطفال أستخدم مدفأة الحطب لأنها الأوفر إقتصادياً حيث أقوم بشراء طن الحطب بمبلغ 150 ديناراً ليتم إستعماله على مدى شهر ونصف تقريباً كما أضطر إلى أخذ مادة الجفت الناتجة عن عصر ثمار الزيتون من المعاصر وأضعها في مكان جيد التهوية لضمان جفافها وإستخدامها كمصدر جيد وأقل تكلفة لأغراض التدفئة .


لكن بعض مستخدمي هذه المواد لا يدرك الاضرار التي قد تلحق بالمجاورين، جراء إنبعاث الروائح الناتجة عن حرق المواد البلاستيكية والملابس، وفي هذا السياق،يطالب مواطنون مجاورون لمستخدمي تلك المدافئ بضرورة مراعاة المجاورين، ووضع حد للتجاوزات من قبل البعض الذين يقومون بحرق مواد بلاستيكية وملابس وبقايا الأطعمة، ما ينتج عنه روائح منفرة وكريهة تنبعث من الدخان المتصاعد من المدفأة لما تسببه من ضيق تنفس وتحسس للأطفال.
ويوضح مدير صحة البلقاء الدكتور خالد العدوان أن استخدام مدافئ الكاز او الحطب لاغراض التدفئة في فصل الشتاء ،لا يشكل خطوره على صحة المواطنين اذا ما تم اتباع الاجراءات السليمة في ذلك، من خلال العمل على عدم استخدامها في غرف مغلقة تماما وإذا بقيت مادة الجمر الناتجة عن إحتراق الحطب داخل المدفأة والتي يصدر عنه غاز اول اكسيد الكربون وبالتالي يؤثر مباشرة على كريات الدم الحمراء الناقلة لذرات الاوكسجين فيعمل على ازاحتها والحلول مكانها وهو ما ينجم عنه الاختناق السريع والوفاة.
ويدعو العدوان إلى التاكد من التهوية الجيده للغرف والابقاء على مجرى للهواء لضمان تجديده وتشبعه بالاوكسجين، مشيرا الى ان الفئات الاكثر خطورة في حاله تعرضها لغاز اول اكسيد الكربون هي فئة الاطفال وكبار السن بالاضافة لاصحاب الامراض التنفسية.
 وحول الممارسات الخاطئة من قبل العديد من المواطنين والذين يضعون المواد البلاستيكية أو بقايا الأطعمة أو ما يسمى بالمواد الصناعية داخل مدفأة الحطب،يوضح العدوان : أن إلإحتراق ينتج عنه مواد سامة وخطيرة تؤثر سلباً على جسم الإنسان نتيجة إستنشاق الدخان الكثيف المتصاعد منها وقد تكون مسرطنة إذا تم إستخدامها بشكل متواصل .
ويحذر الدكتور عماد حسني أخصائي أمراض الصدرية في مستشفى السلط، من أن إستنشاق الدخان المتصاعد من مدافئ الحطب والذي يحتوي على غازات سامة إذا لم تتوفر التهوية المناسبة للغرفة قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الصدرية والتنفسية ويزيد معاناة مصابي أمراض الداء الرئوي الإنسدادي المزمن ومصابي أمراض الربو والتحسس ، داعياً إلى عدم إستخدام مدافئ الحطب والكاز والغاز للذين يعانون من تلك الأمراض وإستبدالها بمدافئ الكهرباء والتي تعد الخيار الوحيد المناسب.
لكن إستخدام الحطب داخل المنازل لم ينعكس ايجابا على تجارة الحطب،إذ بقيت هذه التجارة تعاني الكساد وقلة الطلب، ويقول تاجر الحطب ،عمر أبورمان الطلب يقتصر على أصحاب الدخول المرتفعة الذين يستخدمون أجود أنواع الحطب للمواقد بحيث يستخدم لغايات المنظر الجمالي والرفاهية في نفس الوقت.
 ويشير أبو رمان إلى أنواع الحطب التي يتداولها وتتمثل في حطب البلوط والذي يتراوح سعره من(280 - 300 دينار) للطن الواحد، وحطب أشجار الزيتون والذي يتراوح سعره من(180ديناراً - 200 دينار) والحطب الحرجي أشجار الكينا والحطب المخلوط والذي يباع بـ(150 ديناراً) بحيث تكون مصنعة وجاهزة للإستخدام بطول القطعة (35 سم) وقطر من (15-20 سم) .
 وعن مصادر الحطب أوضح بأنه يقوم بشراء مزارع إنتهى العمر الإفتراضي للأشجار فيها ويغري أصحابها بإستبدالها بأشجار أخرى في محافظات الزرقاء والمفرق ومناطق الأزرق والحلابات، بالإضافة إلى إسثمار الحطب الناتج عن قطع الأشجار الموجودة أمام العمارات التي يرغب أصحابها بإستكمال البناء أو إعادة بنائه بغايات أخرى في العاصمة عمان .
 ويبين عميد كلية الزراعة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور ياسين الزعبي، أن المادة التي تنتج عن حرق الحطب والذي يعرف بالرماد أو السكن يحصّن الخواص الفيزيائية للتربة وليس الخواص الكيميائية والتي تعد مفيدة لمخزون التربة والتهوية وتؤثر إيجاباً على المحاصيل الزراعية والأشجار ولكن لا تسد عن الأسمدة الكيميائية.
ويوضح مدير بيئة محافظة البلقاء،المهندس طلعت الدباس، أن مخلفات عملية عصر الزيتون الجفت من الملوثات الضاره على البيئه من حيث الرائحه الكريهه المزعجه ،ما يشكل ضرراً على الصحه والبيئه والسلامه العامه، مشيراً إلى أن مادة الجفت تعد مكسب اقتصادي حيث يقوم الكثير من الناس بإستخدامه في المدافئ .
 وأشار المهندس الدباس الى ان الرماد المتخلف من حرق مادة الجفت المجفف يباع كسماد ازوتي وفسفوري والذي يحتوي على 3.5% من اكسيد البوتاسيوم و 12.5% على شكل مركبات خامس اكسيد الفسفور كما يستخدم جزء اخر من الجفت للحرق داخل فرن حرقاً غير كامل لينتج منه الفحم المستعمل للشوي والأراجيل او يحرق للتدفئه .

0 التعليقات

Write Down Your Responses