جدة غير!

محمد سندي

محمد سندي أمانة جدة تصرّ على أن مدينتنا (غير)، وربما في كل شيء يتعلق بها، وإليكم بعض الأمثلة التي تجعل جدة (غير) مقارنة بمدن العالم الأخرى:


ففي حين تتمتع جدة ربما بأضيق مساحة مفتوحة على بحرها (الملوّث)، وبفعل الأسوار التي تحجب البحر، أصرّت الأمانة مؤخراً على نشر لوحات إعلانية على شاطئ الكورنيش الشمالي تشوّه جماله، بل وتصعّب سير هواة المشي على الأرصفة، وانتشرت تلك اللوحات الضخمة على طول الكورنيش (المفتوح)، وحتى شوارعه الداخلية!

وجدة هي المدينة الوحيدة في العالم التي (تتمتع) بجماليات وايتات الصرف الصحي الصفراء التي تتبختر في شوارعها صباح مساء، فتزكم الأنوف بروائحها، خصوصاً مع الزحمة التي تشهدها شوارعها بفعل المشروعات التطويرية التي لا يخلو منها شارع ولا حي!

وجدة هي المدينة الوحيدة التي يتمتع سكانها بأكوام القمامة المتراكمة، التي لا يكاد يخلو منها شارع أو حي، وشملت مؤخراً حتى شوارع شمال جدة، بعد أن كانت أزمة القمامة ميزة تختص بها الأحياء العشوائية!

وحكاية القمامة هذه تذكرني بمدينة لندن عاصمة الضباب؛ ففي عام 2009 كنتُ في لندن في مهمة، وشهدتُ إحدى ناقلات القمامة أسفل الفندق الذي كنتُ أنزل فيه، وما لفت نظري هو أن سطح السيارة كان يحمل اسم مدينة لندن وبلديتها ورقماً كتب بخط عريض، وفي اليوم التالي حرصت على أن أنزل للشارع في التوقيت نفسه فضولاً مني؛ لمعرفة سر كتابة اسم البلدية على سطح السيارة، وسألت الفريق الذي كان يتولى نقل النفايات عن سر الكتابة، وعرفتُ منهم أن بلدية لندن تراقبهم عبر الأقمار الصناعية لمتابعة أداء فرق جمع النفايات!

فهل نطمع في أن تطبّق أمانة جدة هذه المتابعة إلكترونياً، وأن ترحمنا من اللوحات الإعلانية، ووايتات الصرف الصحي؟!

* نقلا عن "الشرق" السعودية

0 التعليقات

Write Down Your Responses