متطوعون على الإشارات يتسابقون لإفطار الصائمين

 الصياد-نيوز
في مقتبل العمر، وقبل أذان المغرب بدقائق معدودة, يحملون بأيديهم زجاجات من الماء وحبات من التمر مغلفة يقدمونها للصائمين ولأولئك المتأخرين في عودتهم إلى منازلهم وقت الأفطار.

هم مجموعة شبابية تنشط قبيل صلاة المغرب بساعة، ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر لنيل الأجر والثواب من عند الله.

تجدهم منهمكين بترتيب أكياس صغيرة يحتوي كل كيس منها على (تمر وزجاجة ماء)، ويجهزون ما يزيد على 200 وجبة مصغرة يوميا، ومن ثم تبدأ رحلة الانطلاق من مكان تواجدهم الموحد في سيارة أو أكثر تتسع لهم جميعا، ثم يذهبون للأماكن الرئيسة التي تكثر الحركة المرورية فيها؛ حتى يتسنى لهم توزيع أكبر كمية على المتأخرين عن منازلهم.


يقول أحد الشبان مفضلا عدم ذكر اسمه: "منذ عامين وأنا أمارس عمل توزيع وجبات إفطار الصائمين المتأخرين في الطرق، محروم من الجلوس والالتفاف على مائدة الإفطار مع عائلتي، كل ذلك مقابل الأجر الكبير من عند الله سبحانه وتعالى، فكم من أدعية وجهت لي من أناس بسبب هذه الوجبة الصغيرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع". ويضيف قائلا: "عادة ما نختار الأماكن بدقة، وهي الأماكن الرئيسة التي تكثر فيها الحركة المرورية فيها حتى يتسنى لنا توزيع أكبر كمية على المتأخرين عن منازلهم".

ويتابع: "أكثر ما يبهجنا ويدخل الفرح إلى صدورنا هي كلمات الدعاء من شخص نزوده بكيس صغير فيه ماء وتمر، وهذها الكلمات هي ما يحفزنا على العمل بشكل يومي متناسين عناء الحر والجهد والخطر في الطرق الرئيسة".

والأجمل هو أن هذا العمل مقدمة لخير يزرع في جيل من الشباب المقبل؛ إذ لم نعتد أن نرى على الإشارات الضوئية سوى من يطلب المال متسولا ومستغلا الناس في شهر رمضان، أما أن نرى الشبان يقدمون الماء والتمر كرسالة بسيطة يفطرون بها سائقي المركبات، فلا داعي للسرعة التي من الممكن ألا توصلك إلى المنزل نهائيا.

0 التعليقات

Write Down Your Responses