المرأة الأردنية التكريم والحماية من العنف


الصياد نيوز - الصحفي غالب عياصره -المرأة اليوم شريك حقيقي وفاعل في التنمية والبناء ، رغم ما تواجه من صعوبات وتعقيدات او مشكلات ناجمه عن مورث قديم لم تستطع كثير من المجتمعات التخلص منه ،والمرأة بوصفها مواطنة وإنسانة فالها كامل الحقوق الإنسانية التي كفلها القانون في كثير من مواده ،وتبدأ ممارسة حقها من كرامتها والحرية في تفيكرها وتعبيرها بعمق والتمتع بحقوقها كاملة ،حتى تكون مؤهلة للاسهام في بناء بلدها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا
. الإسلام حفظ المرأة
 الدكتور ليث أبو عويضه مدير تنمية اربد قال مرت المرأة في حياتها بمراحل قاسية ومؤلمة ، كانت خلالها تائهة تتقلص حقوقها وتمتد بحسب نظرة المجتمعات اليها ، فمن سلعة تباع عند الرمان وتشترى ، الى متاع في شريعة حمورابي ، الى كونها لعنة عند اليهود ، الى ان وصلت بها حد الوأد حية عند بعض العرب ويؤكد أبو عويضه أن الإسلام ، حفظ حق المرأة واقر حق المساواة لها في كافة مناحي الحياة ، فباتت المرأة ترتكز على مبادىء سامية ، واصبح لها حضورها ومشاركتها .
 أسباب العنف 
ويضيف مدير تنمية اربد أن ابتعاد بعض الناس عن تعاليم وأخلاق الدين الإسلامي السمحة ، أدى إلى عدم احترام المرأة وإعطائها حقوقها كاملة ، وعدم معرفة الزوج أو الزوجة كلٌ بدوره وواجبه في الحياة ،اوجد ظاهرة عنف المرأة ،وعمل على ترسيخ رقعة الخلاف في بينهما وانعكس على الأسرة ، مما أدى إلى التفكك والتشرد للأبناء ، وانعكس على المجتمع ككل . حملات مكثفه وشدد الدكتور أبو عويضه أن ظاهرة العنف ضد التي تعاني منها مجتمعات العالم ومن ضمنها نساء الأردن ، تحتاج إلى حملات مكثفة ومتخصصة لمعالجتها والحد من انتشارها . فجاء تأسيس اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة ، لتتولى مهمة تحديد السياسات والتشريعات المتعلقة بالمرأة ،وتحديد الأولويات والخطط والبرامج ، في القطاعين الحكومي وغير الحكومي من اجل وضعها موضع التنفيذ. وأشار مدير تنمية اربد إلى أن المرأة الأردنية استفادة من التغيير ، والثورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي أعادت صياغة الأنظمة المجتمعية الناظمة للحياة العامة ، ومن ضمنها النظرة الى المرأة ، حيث افرد لها من الاهمية ما يوازي الرجل ، حتى أصبحت تتمتع بكامل حقوقها في السياسة ، والتعليم ، والتوظيف والعمل . 
أشكال العنف ضد المرأة 
مدير مكتب تنمية جرش بركات الشناق قال : عانت المرأة الأردنية كغيرها من النساء في العالم من مشكلة العنف ، رغم ما حققته من انجازات ، تقدمت من خلالها بكل ثقة وكفاءة وتمييز ، ووضعت بصماتها في مجالات الحياة ، فنجد المعلمة والمهندسة والمحامية والطبيبة . إلا أن العنف الذي يقع على المرأة بشكل عام ، والأردنية بشكل خاص ، له عدة أنواع فهناك العنف اللفظي كالتأنيب واللوم ، و العنف الجسدي الذي يتمثل بالضرب والإهانة ، والعنف الاقتصادي الذي يقوم يمارسه بعض الرجال على زوجاتهم وبناتهم ،كحرمان الزوجة والأولاد من الحاجات الأساسية وعدم الإنفاق عليهم .
 الاستماع والمساعدة 
ويؤكد بركات الشناق أن اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة تسعى لمساعدة النساء ضحايا العنف والتمييز ، وذلك من خلال الاستماع ، وتقديم الاستشارة الأولية حول موضوع الشكوى ، وتقديم المعلومات حول الموقف الاجتماعي والقانوني ،مع اتخاذ الإجراءات المناسبة بناء على طلب المشتكية لتمكينها من الوصول إلى حقوقها . 
طفح الكيل 
وأوضح الشناق أن عدد الحالات التي تم استقبالها ما يقارب (2000) سيده منذ إنشاء مكتب شكاوي المرأة التابع للجنة الوطنية على مستوى الأردن ، حيث تم مساعدة 80% منهن و 20% ما زالت قيد المتابعة ، وهذه الحالات لم تأتي إلا عندما أصبح الوضع لا يطاق "وطفح الكيل". ويضيف أن هناك نساء كثيرات يتعرضن يوميا للعنف بشكل مستمر، وبسبب عوامل متعددة يمتنعن عن تقديم الشكوى إلى مكتب المرأة ، كالخوف ، والتقاليد العشائرية ،أو عدم المعرفة التامة بطرق تقديم الشكوى وأحيانا قد تكون أسباب نفسيه .
 مكتب الشكاوي لماذا ؟ 
الآنسة ديما عربيات من مكتب شكاوي المرأة قالت تم تأسيس المكتب لاستقبال الشكاوي المتعلقة بحالات العنف والتمييز ضد المرأة ، في إطار الأسرة أو العمل أو في الحياة العامة ، ومساعدة النساء وتمكينهن للحصول على حقوقهن التي نص عليها الدستور والقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية المصادق عليها وأضافت أن المكتب يسعى إلى زيادة الوعي الاجتماعي العام بقضايا العنف والتمييز ضد المرأة ، وذلك من خلال التنسيق والتعاون الكامل مع الجهات الحكومية وغير الحكومية .وأيضا إعداد ميثاقا أخلاقيا ليكون إطارا مرجعيا معتمدا من قبل العاملين في المكتب والجهات الشريكة ، ويتضمن إلزاما للعاملين بالتقيد بالمبادئ الأساسية التي تقوم عليها عملية الخدمة الإرشادية ، ومنها مبدأ التقبل واحترام السرية والخصوصية وحق اتخاذ القرار.
 كيف نعمل 
وكشفت الآنسة ديما عربيات أن آلية العمل لمكتب شكاوي المرأة ، تبدأ بتلٌقي الشكاوي من النساء عبر خط المساعدة المجاني أو البريد أو الفاكس أو المقابلات الشخصية ،حيث يتم الاستماع بعناية واهتمام وتوثيق الشكوى ،ثم يتم دراستها وتحليلها ومناقشة الحلول الواقعية والبديلة ، من قبل فريق متخصص ومدرب من اجل مساعدة المشتكية على اختيار الحل الأمثل لمشكلتها ،ثم نطلب تفويض خطي لتنفيذ الإجراءات المطلوبة.
 شمعة رؤية وأهداف 
وتحدثت الآنسة ديما عربيات عن شبكة شمعة فقالت جاء إنشاء هذه الشبكة بتاريخ 10/12/2007 لمناهضة العنف ضد المرأة ، وهي تسعى لتوحيد الجهود الوطنية بين المؤسسات الرسمية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني ، لتحقيق التكامل في إطار مواجهة العنف ضد المرأة ،ونشر البرامج والخدمات لتصل إلى مختلف مناطق المملكة . 
وتضيف أننا نسعى للتواصل مع صانعي القرار في السلطات الرسمية التنفيذية والتشريعية والقضائية وكسب تأييدهم ،لتبني مواقف لتعزيز الاتجاهات الرافضة للعنف ضد المرأة ، وحصر أسباب العنف وتوفير الخدمات العلاجية للمتسببين بالعنف.
 العيب ..والخجل ..والحق 
رئيس جمعية درب الصفصاف محمد السكران أكد أن المرأة اليوم في بعض المناطق تحتاج إلى جهة تطالب بحقها كالجان الوطنية للوقوف إلى جانبها ومساندتها ودعمها ، للحصول على حقوقها المدينة والشريعة وخاصة قضية الميراث ، إذ تتعرض المرأة إلى مواقف محرجة تجعلها تتنازل حياء أو نتيجة الضغوط المختلفة عن حقوقها الشريعة والمدنية . ويضيف السكران أن الدراسات في مجال حقوق المرأة مازالت شحيحة ،وليس هناك جهات تتبنى الحالات المختلفة كالعنوسة مثلا التي أصبحت ظاهرة وهي مرتبطة بقضية العنف ضد المرأة وذلك من خلال رفض الأب أو ولي الأمر تزويجها طمعا بأخذ راتبها الشهري الذي هو حق مكتسب لها . الدور الأمثل للهاشميين
 ضيف الله سعد الدين السعيدين قال في دراسة له عن دور المرأة الاردنية ان " القيادة الهاشمية رغم الصعوبات والتحديات التي واجهت المرأة وأحبطتها، وقفت بكل حكمة واقتدار إلى جانب المرأة الأردنية، وأخذت بيدها، فتم تعديل قانون الانتخاب وأدخل نظام الكوتا عام 2003 (2) وبذلك ضمن التعديل للمرأة ستة مقاعد في مجلس النواب، وبذلك منحت المرأة المكانة اللائقة بها، عملاً لا قولاً، حيث شاركت المرأة الأردنية في مجلس الأعيان ومجلس الوزراء وفي القضاء والسلك الدبلوماسي وطبيبة ومهندسة، وأستاذة في الجامعة. فأي تكريم أكثر من هذا تحضى به المرأة الأردنية ، رغم ما عانته وما تعانيه في الحياة البرلمانية، من عدم وصولها لولا هذه المكرمة الهاشمية الأبية " ويضيف ضيف الله سعد ان المرأة احتلت دورا في مجال الاعلام والاقتصاد وتأسيس الجمعيات والاحزاب" المرأة التفوق والإبداع الطالبة إيمان عيا صره تقول المرأة أصبحت تعمل في كل المجالات ،حتى في المؤسسات التي كانت مقصورة على الرجال فقط ،كالانضمام للقوات المسلحة والأمن العام والدفاع المدني ،وخرجت من صومعتها ، فأصبح لها مشاريعها الخاصة بها ،وخطت نحو الاستقلال المادي عن الرجل ، وممارسة الحرية ضمن ما أتاح لها القانون من حقوق .
 وأوضحت أن التحول لدور المرأة انعكس إيجابا على أردننا بالازدهار والسرعة في النمو . فارتفعت نسبة الطالبات الجامعيات بنسبة تزيد أو تساوي الطلبة الذكور ، كما كان لبعضهن التفوق الإبداع والتميز في مجالات متعددة ، واستطاعت المرأة بجهدها وتفوقها أن تنجح نجاحا باهرا ، بوأها الوصول إلى مناصب وزارية وإدارية متنوعة ،وهذا يدل على الدور الفاعل للمرأة الأردنية و مكانتها في إدارة عجلة التنمية. ومع ذلك يبقى هناك حواجز وعقبات تعطل مسيرة المرأة الاردنية والتي منها العادات بالنسبة للفتاة الأردنية، فأغلب الطالبات يدرسن مواد تساعدهن بعد التخرج في الالتحاق بوزارة التربية والتعليم ،وعدم استقلال النساء مالياً ومعنويا وتقصير الاعلام الرسمي في تسليط الضوءعلى قضايا المرأة إلا في المواسم . وعلى الإعلام مسؤولية البحث عن شرائح النساء الاقل حظا في الثروة والتعليم وإنصافهن ، وتعظيم عطائهن ، والأخذ بأيديهن للوصول الى مركز صنع القرار .

0 التعليقات

Write Down Your Responses