الإخوان المسلمون.. من ميراث البنا إلى حكم مرسي


الصياد  نيوز - التحليل الدقيق لمضمون الخطاب الاخواني للجماعة في الأردن وتحديدا المراقب العام همام سعيد ونائبه زكي بني ارشيد حيال ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسي، يُظهر قدرا كبيرا من « الارتباك لدى الجماعة
وغياب الرؤية وإصرار على خيار واحد هو عودة مرسي في استنساخ كامل لخطاب إخوان مصر ولخياراتهم التصعيدية التى كشفت مدى دموية الحركة وتناقضها الكامل مع مشروع مؤسسها حسن البنا والأسس التى دعا اليها وأهمها ما جاء في مصارحته للمسلمين ( نحب أن نصارح الناس بغايتنا، وأن نُجلي أمامهم منهجنا، وأن نوجه إليهم دعوتنا، في غير لبس ولا غموض، أضوأ من الشمس وأوضح من فلق الصبح وأبين من غرة النهار، ونحب مع هذا أن يعلم قومنا - وكل المسلمين قومنا - أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة بريئة نزيهة، قد تسامت في نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية، واحتقرت المنافع المادية، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض ).
فسلوك الإخوان في مصر وتابعيهم في الأردن لا علاقة له « بالدعوة البريئة « التي تحدث عنها البنا، ولا علاقة له بالعمل الدعوي الإصلاحي، بل هم الان وبخاصة بعد تجربة مصر، طلاب سلطة ويخوضون اكبر تحد بعد فشل أول تجربة حكم لهم منذ نشأتهم في 1928.
طبيعة المأزق الحالي لا تتمثل في فشل تجربة الحكم في مصر أو في ضياعه، بل في كيفية استرداده أولا، ثم كيفية المحافظة عليه ثانيا ؟ وهنا يبرز السؤال المهم هل الجماعة انسلخت عن فكر حسن البنا ام مازالت ملتزمة فيه ؟
واقع الحال يقول ان الجماعة لم تعد ذات دعوة « بريئة ونزيهة « بل هي حزب سياسي بامتياز في تناقض مع خلفيات نشأتها ليس من جهة أنها لم تعد حركة دعوية فحسب بل من جهة الأدوات المستخدمة في إيصال فكر الحركة وممارسة منهجها، فبعد أن أكد البنا في رسائله على الوسائل السلمية في نشر الدعوة والإصلاح نجد أن إخوان ما بعد سيد قطب انتهجوا العنف وسيلة لتحقيق مآربهم السياسية وخاصة في ظل حكم المرشد الحالي.
إن قضية التزام الإخوان بميراث حسن البنا من عدمه هي قضية تخصهم، ولكن ما يهمنا نحن، هو العمل على رسم الصورة الحقيقية للإخوان بعد تجربة « الربيع العربي « وبعد حكم مصر ومن ملامح الصورة الجديدة :
أولا: إن الغاية لهذا الحزب الذي يحتفظ بأكبر هيكل تنظيمي في العالم هو الوصول إلى الحكم في أي بلد هو موجود فيه.
ثانيا: الجانب الدعوي والخيري للجماعة هو وسيلة من وسائل الوصول للحكم وكسب الناس في استغلال للدين وحاجة الفقراء.
ثالثا: لا ارتباط للجماعة بالجغرافيا الوطنية، فالجماعة هي « الوطن « عملا بمقولة المرشد العام للجماعة « طز بمصر « عندما تحدث عن مصلحة الجماعة والأمة في رابعة العدوية وقالها قبله محمد مهدي عاكف.
رابعا: الديمقراطية هي الأخرى وسيلة للوصول للحكم ولكن الديمقراطية التي تنجح في إيصالهم لحكم لا يشاركهم به احد، حُكم يُرسخ سلطة الحزب الحاكم أو الحزب القائد على غرار الأنظمة الشمولية أو الفاشية، وتجربة مرسي ومحاولات « أخونة « مؤسسات الدولة المصرية اكبر دليل على ذلك.
خامسا: إن العنف جزء أساسي من عقيدة الجماعة ووضع السيف في شعارها إلى جانب القرآن الكريم هو إرهاب فكري-وديني يُراد منه إفهام « العوام من الناس « أن الجماعة تحتكر القران وتدافع عنه بالسيف، وبالممارسة وتحديدا ما جرى بعد عزل مرسي من ممارسات دموية ضد المجتمع المصري والجيش والأجهزة الأمنية يؤكد ذلك.
سادسا: الجماعة ليس لها مبادئ سياسية باستثناء مبدأ الوصول الى السلطة، فهي بحكم تجربة مرسي لم تلغ اتفاقية السلام مع إسرائيل بل على العكس عين مرسي سفيرا في تل أبيب بعد شغور المنصب لأكثر من عشر سنوات، وازدهرت العلاقة مع واشنطن، وهي الان اي واشنطن تلعب الدور الرئيس من اجل

0 التعليقات

Write Down Your Responses