جودة: الأردن يستضيف نحو 300 ألف من الأشقاء السوريين كلف نزوحهم الحكومة 600 مليون دولار

 
 الصياد نيوز - ]شارك وزير الخارجية ناصر جودة بالاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب،الذي عقد في القاهرة أمس لمناقشة سبل دعم الأردن ولبنان والعراق في مواجهة متطلبات اللاجئين السوريين.

وقال جودة في كلمة ألقاها خلال الاجتماع ان انعقاد هذا الاجتماع المهم مع تنامي اعداد اللاجئين والنازحين السوريين الى دول الجوار يؤكد خطورة التداعيات الانسانية للازمة السورية حيث اننا طرف اساسي معني بهذا الامر لكوننا المضيف الاكبر اليوم للاخوة السوريين الذين قصدوا الينا بفعل الازمة المستعرة في سوريا -ومنذ بدايات الازمة- ولا يزالون بسبب تعمق هذه الازمة واستمرار دائرة القتل في سوريا.

واضاف « منذ بداية الازمة وبداية تعمقها وقبل ان ندخل في موضوع التداعيات الانسانية لا بد ان نؤكد ان اسباب الازمة هوالوضع السياسي والامني في سوريا والمطلوب وقف فوري للعنف وانهاء مسلسل اراقة الدماء مشيرا الى ما اكده جلالة الملك عبدالله الثاني في مقابلة صحافية صباح أمس الأول بأن المطلوب الآن هو حل سياسي وتحقيق التوافق حول خطة انتقال للسلطة من شأنها انتقال الحكم بحيث تحفظ وحدة اراضي سوريا وشعبها وانهاء العنف ومن الضروري ان تشعر كل فئات الشعب السوري بأن لها دورا بصنع مستقبل سوريا.

وقال : اننا في الاردن نستضيف نحو300 الف من الاشقاء السوريين الذين قصدونا طلبا للامن، والامان منهم حوالي 60 الفا في المخيمات و240 الف في المدن والقرى مشيرا الى ان الحكومة الاردنية قد تحملت العام 2012 الماضي مبلغ 600 مليون دولار جراء ذلك.

واكد ان الاردن ومن خلال وفوده المختلفة لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستويات انعقادها كافة، فضلا عن اجتماعات المجالس الوزارية المتخصصة في اطار جامعة الدول العربية خلال الاشهر الاثنين والعشرين الماضية، كان اول من اشار الى التحدي الكبير الناجم عن تنامي عمليات النزوح واللجوء الجماعي من سوريا الى دول جوارها سيما المملكة الاردنية الهاشمية، بفعل استمرار الوضع المأساوي الذي تشهده سوريا والمعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق، حيث كنا في الاردن اول من نبه الى خطورة التداعيات الانسانية للازمة السورية بخاصة في بعدها المتعلق باللجوء لأننا كنا -وما زلنا- اكثر دول الجوار مقصدا من قبل الاشقاء من ابناء شعب سوريا وبناته الذين اتجهوا الينا بحثا عن الامن والامان.

واكد جودة انه ومنذ بدء الازمة في سوريا كنا في الاردن نقرع جرس الانذار حول المأساة الانسانية في سوريا، وانعكاسها المباشر والفوري علينا في الاردن وعلى دول الجوار، وأكدنا في المحافل الدولية والاقليمية كافة وعلى رأسها خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول الماضي ان الاردن يتحمل مسؤولياته في هذا الاطار ولكن الدعم الدولي ضروري وملح حيث شكر جلالته الهيئات الدولية والدول الداعمة مشيرا الى ان واقع الحال يتطلب المزيد من العون مع تنامي حجم اعداد اللاجئين للاردن وقرب فصل الشتاء القارس حيث دعا جلالته الدول الى التعاون للحيلولة دون وقوع مأساة وكنا قد شهدنا اثر ما حذر منه جلالة الملك بهذا الصدد من اوضاع خلال العاصفة والبرد والاحوال الجوية اخيرا.

واعاد جوده التأكيد على ضرورة تضافر الجهود للتعامل مع هذه الازمة، وضرورة الاعداد والتخطيط والتحضيرلاحتمالات التفاقم وتردي الوضع الانساني داخل سوريا وفيضانه الى دول الجوار، ولقد جاءت اشارات قرارات مجلس الجامعة للوضع الانساني للاجئين السوريين وضرورة التعامل مع معاناتهم دوما بمبادرة من الاردن، مشيرا الى انه وفي اجتماع جامعة الدول العربية الماضي في في 12 تشرين ثاني الماضي عرض حجم المشكلة وتداعياتها وحجم الضغوطات التي نتعرض لها.

مثلما تم عرضها في اجتماعات اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالوضع في سوريا يوم 9 كانون اول الماضي حين اكدت على التزامنا بتوفير المأوى الامن لأشقائنا السوريين على الرغم من الاعباء والضغوط على الموارد والخدمات، وتحديدا التعليمية والصحية.

واشار جودة الى انه ومن منطلق ادراكنا لخطورة المسالة الانسانية في سوريا، فقد ادينا ايضا في الاردن دورا محوريا واساسيا في انجاح المبادرة الفرنسية لعقد جلسة بخاصة لمجلس الامن الدولي في تموز الماضي حول تداعيات الازمة السورية على الاقليم، وعلى رأسها التداعيات الانسانية وما يترتب عليها بالنسبة للدول المضيفة للاجئين السوريين.



واكد ان استمرار استحكام وتعمق الازمة المأساوية في سوريا ادى الى نمو مطرد في النزوح وهذا التزايد في اعداد اللاجئين فرض علينا في الاردن استخدام آليات واساليب متعددة للتعامل مع هذا الوضع المتغير، وان ابرز هذه الاليات تمثل في افتتاح مخيم للاجئين السوريين في تموز الماضي في منطقة الزعتري، الا ان استمرار دوامة العنف ودائرة القتل في سوريا، وتفاقمهما، افضيا الى واقع مؤداه ان تنامي اعداد اللاجئين السوريين الى الاردن فاق كل التوقعات والتحضيرات والتجهيزات.

وعلى الرغم من بذلنا كل جهودنا، وبالرغم من العون والمساعدة المشكورة من الاشقاء والاصدقاء والمنظمات الدولية، وبشكل خاص مفوضية الأمم المتحدة لشؤؤن اللاجئين، فإن كل هذه المساعي لم تكن كافية لتواكب احتياجات الاعداد المتنامية للاشقاء الذين يقصدوننا ولا مع حجم الاعباء التي تتحملها الحكومة من خلال موازنتها، وخدماتها، والبنى التحتية، والموارد وتحديدا الموارد المائية.

واكد جودة التزام الاردن وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني بتوفير الملاذ الامن للاشقاء السوريين ومشاركتهم مواردنا المحدودة اصلا وذلك ايماناً منا بواجبنا الاخوي والقومي والديني تجاه أشقائنا الذين نتشارك واياهم بروابط الجوار واواصر القربى وعلاقات النسب.

وقال جودة انه وبالرغم من مصاعبنا الاقتصادية والمالية في الاردن وبتوجيه مباشر من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني، قامت الحكومة الاردنية بالعمل على توفير كافة الاحتياجات وفي حدود امكاناتنا المحدودة لتوفير سبل الحياة الكريمة لضيوفنا من الاشقاء السوريين في محنتهم والى حين تجاوزهم لهذه الاوضاع الماساوية التي تعيشها سوريا وعودتهم امنين الى ديارهم، وفي هذا السياق فقد اطلقت الحكومة الأردنية نداء إغاثة مشترك مع هيئات الأمم المتحدة لدعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين في الأردن.

واضاف اننا في الاردن كنا قد باشرنا، ومنذ بداية الازمة، بالتحاور مع كافة المنظمات الدولية المعنية، وكذلك الدول الفاعلة بهدف التعامل مع الوضع الانساني في سوريا وتداعياته على الاردن من خلال المشاورات الثنائية والمتعددة الاطراف وقد توجت هذه المشاورات في اجتماع عمان الشهر الماضي حيث بحثنا مع منظمات الامم المتحدة الرئيسة سبل وضع اليات جديدة، ليس للتعامل مع الواقع الحالي فحسب، بل لبناء الجاهزية للاحتمالات المتعددة لتفاقم الوضع من خلال وجود اليات عمل مشتركة تضمن الفعالية وتحد من الازدواجية، وكذلك تعزيز الموارد والمعدات، والاحتياجات من غذاء او ادوية اوخيم اوغيرها مما يستدعيه التعامل مع الازمات الانسانية من خلال تخزين هذه الاحتياجات وتوافرها عند الحاجة، مضيفا انه بناء على ذلك، فقد تم التوافق في اجتماع عمان السالف الذكر على تأسيس مركز عمليات مشترك بين الحكومة الاردنية ومنظمات الامم المتحدة للاشراف والتنسيق المشترك على التعامل مع الوضع الحالي والاحتمالات المستقبلية.

وبين جودة انه على الرغم من كل هذه الجهود، ونظرا لقلة الموارد وعدم توافر الدعم الكافي، فإن ما تم انجازه لا يزال دون المستوى المطلوب للتعامل مع الوضع القائم، وعلى الرغم من جهودنا ونداءاتنا لتجهيز مخيم الزعتري لفصل الشتاء منذ بداية الخريف الماضي مثلا، فإن الشتاء القارس الذي نشهده هذا العام وعدم وصول الدعم الكافي انتج ظروفا صعبة هناك كان من الممكن تفاديها.

واشار وزير الخارجية الى ان الاوضاع الانسانية في سوريا تتراجع بشكل مطرد من سيء الى اسوأ، وان الاستمرار باسلوب التعامل الحالي مع الازمة الانسانية في سوريا ومع موضوع اللاجئين السوريين في دول الجوار الان ينذر بكارثة مستقبلية -لا سمح الله- في حال عدم تضافر جهود الاشقاء للعمل، وفورا، للتعامل الفاعل مع هذا التحدي وتشارك اعبائه، فما نواجهه اليوم-على كبره- لا يعدو كونه مقدمات لانفتاح باب الازمة الانسانية على مصراعيه، فأعداد النازحين داخل سوريا اليوم، والبيانات الاممية حولهم تؤشر الى اننا قد نكون بصدد اكبر موجة لجوء تشهدها المنطقة منذ 60 عاما.

ودعا الى ضرورة ان تضطلع جامعة الدول العربية بدور اساسي في معالجة هذا الموضوع ومقاربته بشكل يكفل تشاطر الأعباء مرحليا لحين تثبيت ثم استقرار الاوضاع في سوريا ضمن سياق يحقق مطالب الشعب السوري التي بذل في سبيلها الدماء ويكفل صون وحدة سوريا الترابية واستقلالها السياسي واستعادة وئامها المجتمعي الكامل.
التاريخ : 14-01-

0 التعليقات

Write Down Your Responses