عروض الجيش الروماني التاريخية في آثار جرش تتوقف بسبب نقص التمويل




 الصياد نيوز -صابرين الطعيمات - يشكو عمال جمعية إحياء تراث الأردن التاريخي في جرش وعددهم 60 عاملا، من عدم صرف رواتبهم منذ عام كامل وإيقافهم عن العمل نهائيا منذ 5 شهور، وفق العامل فارس بني مصطفى.

وقال بني مصطفى إنهم يعملون في الجمعية منذ 7 سنوات ويتقاضون رواتب ما بين 180 - 220 دينارا، لقاء تقديمهم عروضا عسكرية وفروسية وتاريخية وتراثية في الموقع الأثري مرتين كل يوم، وهي عروض تقدم للسائحين وتلقى استحسانا كبيرا من السياح.
واوضح بني مصطفى أنهم ومنذ 5 شهور تم إيقافهم نهائيا عن العمل لعدم توفر مخصصات مالية في الجمعية، على الرغم من الشكاوى المتعددة التي تقدموا بها لوزارتي السياحة والتخطيط وصندوق الملك عبدالله للتنمية وغيرها من الجهات الرسمية والخاصة، ولكن دون جدوى.
وقال بني مصطفى إنهم يرغبون بتحصيل حقوقهم الوظيفية بالطرق القانونية والابتعاد عن الاعتصامات والإضرابات، خاصة في هذه الظروف السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.
وبين أن التدريبات على العروض تسببت له بإصابات خطيرة وأمراض متعددة خطيرة تحرمه من العمل في مهنة أخرى، خاصة وأن هذه الإصابات ناتجة عن  العمل والتدريب مع الفرق، وفق التقارير الطبية التي بحوزته.
وأكد المدير الإداري للفرقة وقائد الفيلق الروماني غازي الزعبي، أن عدد العمال 60 عاملا وجميعهم أرباب أسر وتم إيقافهم عن العمل بشكل مفاجئ وبطرق غير قانونية، ولم تصرف رواتبهم منذ عام كامل، على الرغم من دورهم المهم في إبراز القطاع السياحي التاريخي في جرش، خاصة في ظل نقص الدعم السياحي والثقافي في مدينة جرش الأثرية.
وأوضح أن الدور الذي كانت تقدمه الفرق هو عروض رومانية قديمة تعكس الواقع الأثري لمدينة جرش وتتناغم مع التراث الروماني القديم، وكانت تشهد إقبالا كثيفا من الزوار لمشاهدة العروض التي كانت تقدم مرتين يوميا.
وبين الزعبي، أن المشكلة بدأت عندما تم تخفيض سعر تذكرة دخول آثار جرش إلى 8 دنانير وتذكرة حضور عروض الفرق 12 دينارا، ما أدى إلى عزوف السياح عن حضور هذه العروض للتباين في سعر التذاكر، الأمر الذي دفع أعضاء الفرقة الى المطالبة بمساواة أسعار تذكرة الآثار بتذكرة العروض، غير انه لم يتم الموافقة على هذا الاقتراح، ما أدى إلى تراجع الوضع المادي للجمعية وعجزها عن تغطية رواتب العمال.
وأمام هذا الواقع، عجزت الجمعية عن دفع مستحقات مؤسسة الضمان الاجتماعي والتي تقدر بنحو 180 ألف دينار ديونا متراكمة على العمال، إضافة الى عجزها عن دفع أجور العمال منذ عام كامل، على الرغم من أن جميعهم مصابون نتيجة التدريبات القوية وهم معيلون لأسرهم، بحسب الزعبي.
وقال إنهم خاطبوا جميع الجهات المعنية من وزارة تخطيط ووزارة سياحية وصندوق الملك عبدالله كونه جهة مستقلة ماليا وإداريا ولغاية ضم الجمعية للصندوق ولكن دون جدوى.
وأوضح أن الجمعية تدرك أن الحكومة غير قادرة على تغطية نفقاتها ومطلبهم الأهم يتمثل بمساواة سعر تذكرة دخول المدنية الأثرية بتذكرة حضور العروض وهذه التكلفة الإضافية يتحملها السائح وتساهم في إطالة عمر السائح في المدينة الأثرية.
وأضاف ان الجمعية كانت تسعى ضمن خططها المستقبلية لفتح "دكاكين" رومانية قديمة في المدينة الأثرية، وإنتاج صناعات متعددة رومانية قديمة تعكس صورة الحياة الرومانية سابقا في مدينة جرش الأثرية.
وبين أن الاعتصام والإضراب هو آخر الحلول التي قد يستخدمها العمال للحصول على حقوقهم الوظيفية، لاسيما وأنهم مدركون لحساسية الأوضاع السياسية التي تعانيها المنطقة.
بدوره قال مدير سياحة جرش أيمن أبو جلمة أن فرق الفيلق الروماني يتبعون ماليا وإداريا لشركة خاصة ووزارة السياحة غير مسؤولة عنهم باستثناء الإشراف على عملهم ومهمامهم داخل الموقع، خاصة وأنهم يقدمون خدمات داخل موقع جرش الأثري.
وقال أبو جلمة ان هذه الفرق تقدم عروضا حيويا وتاريخية رائعة ، وتشهد إقبالا واسعا من الافواج السياحية لمشاهدة العروض ، متمنيا أن يتم تصويب أوضاعهم ودفع مستحقاتهم المالية وإعادة عملهم في الموقع الأثري، لا سيما وأن مدينة جرش بحاجة إلى هذه العروض التاريخية.

0 التعليقات

Write Down Your Responses